كيف يعيش المصري بأربعين دولارا شهريا؟

مصريون يتزاحمون على عربات القوات المسلحة للحصول على السلع بأسعار أقل (الجزيرة نت)

مصريون يتزاحمون على عربات القوات المسلحة للحصول على السلع بأسعار أقل
موظفة تشتري لأسرتها أرجل الدواجن بعد أن عجزت عن شراء لحومها، ورجل أصبح عالة على الضمان الاجتماعي بعد أن كان يدير تجارته في الأدوات الكهربائية، وأولاد آخرين حرموا أبسط حقوقهم؛ كلها قصص تعكس الحالة الاقتصادية التي وصل إليها المواطن المصري.
تحول بيومي من تاجر يدير تجارة واسعة في الأجهزة الكهربائية إلى الاعتماد على معاشه الشهري الضئيل من الضمان الاجتماعي فيمصر بسبب الكساد الخانق، الأمر  الذي اضطره لبيع أجزاء من أثاث منزله كي يسدد التزاماته، ويقول للجزيرة نت واصفا حاله "المعيشة باتت مذلة والموت صار رحمة"...وبلغت الحال بأسرة مديحة (ربة منزل) للاعتماد على المش (أكلة مصرية من الجبن القديم المعتق) الذي تعدى سعر الكيلو منه 25 جنيها، وهو مبلغ يكفي وجبة لأسرة من خمسة أفراد، أي أن الأسرة تحتاج 750 جنيها شهريا، لو قررت العيش على المش وحده، كما تقول مديحةنتيجة بحث الصور عن صورة للواء ابو بكر رئيس الجهاز المركزي للاحصاء
لكن رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اللواء أبو بكر الجندي قدّر في مداخلته على إحدى الفضائيات أن المواطن يستطيع أن يعيش بـ322 جنيها شهريا (أربعين دولارا)، مؤكدا أنها تكفي المواطن للبقاء على قيد الحياة، و482 جنيها تكفي للمسكن والملبس والمواصلات.
صورة من صعيد مصر بالأقصر تبين الحياة البدائية التي يعيشها بعض المواطنين 
وتقول إيمان (موظفة بالصحة) إنها باتت تشتري لأسرتها أرجل الدواجن بعد أن عجزت عن شراء لحومها، ورغم ذلك يعجز دخل الأسرة عن شرائها أحيانا.
ولم تفلح الوعود الرئاسية المتتالية في السيطرة على الأسعار الملتهبة، وتوقعت بلتون فايننشيال وأرقام كابيتال الإماراتية أن تصل نسبة التضخمإلى 200% خلال شهور.
وفي ظل هذه الأسعار المرتفعة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمواطنين مصريين يشتكون فيها وطأة الفقر التي يعيشونها، كما سجلت كاميرات مواطنين حرق فقراء أنفسهم بميادين القاهرة والإسكندرية.

شهادة الفقر
غير أن آخرين حاولوا حل مشاكلهم عمليا بالتوجه لمكاتب التضامن الاجتماعي التي شهد بعضها زحاما غير مسبوق للحصول على شهادة من إدارات التضامن الاجتماعي، أطلق عليها بعضهم "شهادة الفقر" لتقديمها للمدارس الحكومية للإعفاء 
موظفة تشتري لأسرتها أرجل الدواجن بعد أن عجزت عن شراء لحومها، ورجل أصبح عالة على الضمان الاجتماعي بعد أن كان يدير تجارته في الأدوات الكهربائية، وأولاد آخرين حرموا أبسط حقوقهم؛ كلها قصص تعكس الحالة الاقتصادية التي وصل إليها المواطن المصري.
تحول بيومي من تاجر يدير تجارة واسعة في الأجهزة الكهربائية إلى الاعتماد على معاشه الشهري الضئيل من الضمان الاجتماعي فيمصر بسبب الكساد الخانق، الأمر  الذي اضطره لبيع أجزاء منن أثاث منزله كي يسدد التزاماته، ويقول واصفا حاله "المعيشةة باتت مذلة والموت صار رحمة".
وبلغت الحال بأسرة مديحة (ربة منزل) للاعتماد على المش (أكلة مصرية من الجبن القديم المعتق) الذي تعدى سعر الكيلو منه 25 جنيها، وهو مبلغ يكفي وجبة لأسرة من خمسة أفراد، أي أن الأسرة تحتاج 750 جنيها شهريا، لو قررت العيش على المش وحده، كما تقول مديحة 
لكن رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اللواء أبو بكر الجندي قدّر في مداخلته على إحدى الفضائيات أن المواطن يستطيع أن يعيش بـ322 جنيها شهريا (أربعين دولارا)، مؤكدا أنها تكفي المواطن للبقاء على قيد الحياة، و482 جنيها تكفي للمسكن والملبس والمواصلات.
صورة من صعيد مصر بالأقصر تبين الحياة البدائية التي يعيشها بعض المواطنين (الجزيرة نت)
وتقول إيمان (موظفة بالصحة) إنها باتت تشتري لأسرتها أرجل الدواجن بعد أن عجزت عن شراء لحومها، ورغم ذلك يعجز دخل الأسرة عن شرائها أحيانا.
ولم تفلح الوعود الرئاسية المتتالية في السيطرة على الأسعار الملتهبة، وتوقعت بلتون فايننشيال وأرقام كابيتال الإماراتية أن تصل نسبة التضخمإلى 200% خلال شهور.
وفي ظل هذه الأسعار المرتفعة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمواطنين مصريين يشتكون فيها وطأة الفقر التي يعيشونها، كما سجلت كاميرات مواطنين حرق فقراء أنفسهم بميادين القاهرة والإسكندرية.من سداد الرسوم المدرسية والكتب.
وتحكي إيمان للجزيرة نت أن لديها طفلين بالابتدائية يحتاج الواحد منهم عشرة جنيهات نفقات يومية، أي أنهما يحتاجان وحدهما ستمئة جنيه شهريا، في ظل ارتفاعات مستمرة لفواتير الكهرباء والغاز.
وتضيف نحن نجمع الجنيهات القليلة وننتظر مرور سيارة القوات المسلحة لشراء بعض السلع منها بأثمان أقل، ويسير طفلاها مسافات طويلة للمدرسة توفيرا لكلفة المواصلات.
ولم يبخل المسؤولون على المصريين الفقراء بنصائح تعينهم وتعوضهم عما لا يستطيعون الحصول عليه؛ فتعويضا عن نقص البروتينات في غذاء الأسرة، قال رئيس وحدة الهيئة القومية لسلامة الغذاء حسين منصور في تصريحات صحفية إن تناول لحم الحمير غير ضار، ونصح وزير البترول الأسبق أسامة كمال المواطنين في لقاء تلفزيوني "بالتغلب على أزمة السكر بوضع ملعقة عسل نحل في الشاي".
مواطن مصري لم يجد مأوى فتوسد عتبة أحد المحلات بشارع رمسيس بالقاهرة 
ويبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمهد المصريين لما هو أصعب من قلة  الزاد في قادم الأيام، حين قال في فعاليات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ إن ثلاجته ظلت عشر سنوات فارغة إلا من الماء.
لكن المركز المصري للحقوق الاقتصادية شكك في جدوى السياسة المالية العشوائية المتبعة حاليا، التي تتسم بغياب رؤية واضحة تعكس مصلحة المواطن والرغبة في التنمية. وقال في تقرير له إن تضحية المواطن لا تبدو أنها ستحدث الكثير من التغيير، وليست كافية لسد عجز الموازنة الذي بلغ 12.22% من الناتج  المحلي، في ظل استمرار تردي الأحوال الاقتصادية.
اللي مايعرفش يقول بورورررم