وهو تنظيم مسلح ارهابي يدعي انه يتبنى الفكر السلفي الجهادي (التكفيري) ويدعي المنضمون إليه انه يهدف الى اعادة مايسموه “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته (وجرائمه).
نبت تنظيم “داعش” عبر السجون الأمريكية في العراق، حيث حدث تواطؤ كبير بين إيران ونظام “المالكي” مع أمريكا من أجل إطلاق هذا الوحش الجديد.
تشكّل تنظيم “داعش” الارهابي في ابريل عام 2013، وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى بـ “دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم القاعدة الذي تشكّل في أكتوبر 2006 على يد ابو بكر البغدادى بعد اجتماع للفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين واختار “أبو عمر” قائدا للتنظيم وهو آخذ في التطور وحصد الأسلحة والأموال والإستيلاء على المدن في العراق وسوريا وآبار النفط بالإضافة إلى العمليات النوعية والتفجيرات الذي تبناها التنظيم والمجموعة التكفيرية المسلحة في سوريا المعروفة بـ”جبهة النصرة”، إلا أن هذا الإندماج الذي أعلن عنه أبو بكر البغدادي، رفضته “النصرة” على الفور.
وبعد ذلك بشهرين أمر زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري بإلغاء الاندماج، إلا أن البغدادي أكمل العملية ليصبح تنظيم”داعش”  واحدة من اكبر الجماعات الارهابية الرئيسية التي تقوم بالقتل والدمار في سوريا والعراق وينتشر بشكل رئيسي في العراق وسوريا وله فروع اخرى في جنوب اليمن وليبيا وسيناء والصومال ونيجريا وباكستان.
يتبنى تنظيم داعش الفكر السلفي الجهادي وهو تنظيم مسلح بالدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصلت عليها من الجيش العراقي والسوري بالاضافة إلى الجيش البريطاني والأمريكي وبعض قطاع الطرق الذين ظهروا بعد سقوط بغداد، ويحارب التنظيم حاليا الجيش العراقي والشرطة العراقية وقوات الصحوة العراقية وقوات البشمركة والجيش العربي السوري وفصائل شيعية متنوعة مثل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وحزب العمال الكردستاني والجيش الحر في سوريا والجبهة الإسلامية وبالطبع التحالف الأمريكي.
وهنا يأتي التساؤل الأهم… ما هي مصالح أمريكا ودول الغرب الإستعمارية في وجود تنظيم داعش في البلاد العربية وهو أكثر التنظيمات إجراما ووحشية وقوة حتى الآن، فلا يمكن إنكار التقدم الذي احرزه التنظيم لدرجة احتلال مدن كاملة في العراق.
إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسمح للعالم العربي بأن يتحد وأن يكون قوة وفكراً يضاهي احدى دول الغرب وإن كانت تلبس ثوب الديموقراطية والتحرر إلا أنها من أكثر دول العالم عنصريةً وتشددا وإرهاباَ، فحرب العراق التي قتلت أكثر من مليون عراقيا والتي زعمت الولايات المتحدة بوجود أسلحة نووية لتسهل أهدافها لم تكن أبداً لهذه المزاعم التي عرضتها بل لأن العراق في عهد صدام شهد تطوراً حضارياً وعلمياً وتطوراً في صناعة الأسلحة بعدما أستقطب صدام حسين العلماء الروس بعد سقوط الإتحاد السوفيتي.
من جهة أخرى فإن تكاثر المسلمين في أمريكا وأوروبا وكثرة المراكز الاسلامية سبب أرقاً لهذه الدول، فكانت الحاجة لتنظيم يستقطب المسلمين من الدول الأوروبية ملحة.
فالاسم “الدولة الإسلامية ” وحده سيجعل الاسلاميين المتشددين ينهمرون من العالم لمناصرة هذا التنظيم وبالتالي تفرض أمريكا نفوذا أكثر في الوطن العربي تحت شعار محاربة الارهاب وتحلب دول الخليج بحجة دعم القضاء على الارهاب والمخاطر التي قد تواجه الدول العربية خصوصا دول الخليج من خطر داعش، ومن جهة أخرى تساعد على الإطاحة بالأسد وجيشه وهو من أكبر حلفاء إيران في المنطقة.
مما يجعل حلفاء الأسد يدخلون حرباً لمناصرته فينشغل حزب الله بالحرب في سوريا عن محاربة إسرائيل، وهنا تتدخل إسرائيل لتقيس مدى ضعف حزب الله باغتيال عناصر من حزب الله وتتفاجئ بأن حزب الله ما زال يتمتع بقوة الرد وسرعان ما تطلب أمريكا ان تستمر الحرب على داعش لعدة سنوات.
إن أغلب جنود داعش من كندا وفرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى أضافة إلى أن أغلب الأموال التي تدخل على هذا التنظيم من أثرياء المسلمين في الغرب والتي قد تبلغ 1.9 مليار سنويا.
ولا عجب أن ينشق التنظيم عن طاعة أمريكا إذا تطلب الأمر فوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت أن الولايات المتحدة من صنعت تنظيم القاعدة وأنه تمرد عليها فيما بعد.
حتى وإن تمرد عليها فإن مصلحة أمريكا لن تتبدد فداعش تحارب في البلاد العربية وتقتل كل من تظفر به مما يجعل الوطن العربي في صراع مستمر وشلالات من الدم لن تندمل وهذا بحد ذاته ما تسعى إليه الولايات المتحدة.
فهل سيختار تنظيم داعش التبعية لأمريكا أم انها ستنعم بالعراق والشام وحدها وتعلن خلافتها وتضرب اليد التي صنعتها؟
الجدل حول ظهور تنظيم داعش :-
وأثار هذا التنظيم ( الارهابي) جدلا طويلا منذ ظهوره في سوريا، حول نشأته، ممارساته، أهدافه وإرتباطاته، الأمر الذي جعلها محور حديث الصحف والإعلام، وما بين التحاليل والتقارير، ضاعت هوية هذا التنظيم المتطرف وضاعت أهدافه و ارتباطاته بسبب تضارب المعلومات حوله، فئة تنظر اليه كأحد فروع القاعدة في سوريا، وفئة أخرى تراه تنظيماً مستقلاً ، وفئة ثالثة تراه صنيعة النظام السوري للفتك بالمعارضة وفصائلها.
داعش في العراق.. أصولها ومسار تأسيسها:-
برز التنظيم على الساحة العراقية وقت الإحتلال الأمريكي للعراق، على أنه تنتظيم جهادي ضد القوات الأمريكية، الأمر الذي جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي الذي يسعى لمواجهة الإحتلال الأمريكي لبلاده، وسرعان ما توسع نفوذ التنظيم وعدده، ليصبح من أقوى الميليشيات المنتشرة والمقاتلة على الساحة العراقية.
لداعش في العراق تاريخ دموي طويل، فمنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم (وبعيداً عن ما نفذته القاعدة قبله في العراق في عهد الزرقاوي ومن تبعه) قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح الآلاف من العراقيين، اشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات ارهابية في العراق ادت الى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق اكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تلاها عدًة عمليات في العراق كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.
من هو “أبو بكر البغدادي” أمير داعش؟ :-
في ابريل من العام 2010، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه ابو عمر البغدادي وابو حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معاً.
وبعد اسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الانترنت بمقتلهما، وبعد حوالي عشرة ايام انعقد مجلس شورى للتنظيم في العراق ليختار ابي بكر البغدادي خليفة لأبي عمر البغدادي، والذي يمثل اليوم (أمير داعش)… فمن هو هذا الأمير ؟
إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية، له العديد من الأسماء والألقاب، “علي البدري السامرائي”، ” أبو دعاء “، الدكتور إبراهيم، “الكرار”، واخيراً ” أبو بكر البغدادي”.
هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية.
ولد البدري في عائلة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية، وأعمامه دعاة في العراق حسب ما يشاع.
بدأ البغدادي نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي الا أنه ما لبث أن انتقل الى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين.
أولى نشاطاته بدأت من جامع الإمام أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا مسلحة صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية.
انشأ بعدها اول تنظيم اسماه “جيش اهل السنة والجماعة” بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج والهدف، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.
جمعت أبي بكر البغدادي، علاقة وثيقة بأبي عمر البغدادي، وصلت الى حد أن الأخير أوصى قبل مقتله بأن يكون أبي بكر البغدادي خليفته في الزعامة فى العراق، وهذا ما حدث في السادس عشر من مايو 2010، حيث نصّب ابو بكر البغدادي اميراً للتنظيم في العراق.
داعش في سوريا :-
من كلمة “شام” أوجد الحرب الأخير من كلمة “داعش” ففي حين كان تنظيم  داعش يدعى الدولة الإسلامية في العراق، إستغل البغدادي الأزمة التي اندلعت في سوريا والفوضى التي حصلت هناك ليعلن دخوله على خط المواجهات في سوريا، وكباقي التنظيمات التكفيرية المسلحة والمرتبطة بالقاعدة، وجد البغدادي وتنظيمه مساحة خصبة على الأراضي السورية لممارسة إجرامهم وتكفيرهم بالإضافة الى استغلال الفوضى لتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ، ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم “الدولة” الى الأراضي السورية، الى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار”نصرة أهل السنة في سوريا” معلنا الحرب على النظام السوري.
بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز الجماعات المسلحة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الإستخباراتية والإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ إعتبارها إمتدادا سوريا لذاك التنظيم المنتشر في العراق.
وفي التاسع من ابريل عام 2013 وبرسالة صوتية أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع تنظيم جبهة النصرة مع التنظيم  تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهنا بدأت قصة داعش.
داعش والنصرة :-
بعد ذلك بفترة قصيرة خرج أبو محمد الجولاني (أمير جبهة النصرة وهو جامعى سورى الاصل قاتل فى العراق والشيشان وبلدان اخرى ) بتسجيل صوتي يعلن فيه عن علاقته مع مايسمى بدولة العراق الاسلامية لكنه نفى شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بإعلان البغدادي عن إندماج التنظيمين، فرفض فكرة الاندماج واعلن مبايعة تنظيم القاعدة في افغانستان بقيادة الظواهري. وعلى الرغم من العمليات المشتركة التي خاضتها ” النصرة وداعش” الا أن حربا باردة تدور بين التنظيمين على الأراضي السورية منذ إعلان البغدادي.
يحمل كل من النصرة وداعش، فكراً متشدداً تكفيرياً واحداً، يعملون بنهج السلفية الجهادية، ويؤمنان بقيام الدولة الإسلامية في الشام، إلا أن الفرق بين التنظيمين يكمن في قربهم من الواقع السوري ومراعاتهم لهذه الخصوصية، فالنصرة قامت مع المرحلة الأولى من الأزمة السورية في نهاية العام 2011، واكتسبت خبرة ودراية بواقع المجتمع السوري الذي يعيش في كنف دولة علمانية وعليه تخرج جبهة النصرة الى العلن بنسبة من التطرف أقل من تلك التي تنتهجها داعش في علاقتها مع المجتمع السوري، خاصة وأن داعش حديثة الدخول على الأزمة السورية، ولم تنتهج مسارا لتكون مقبولة، بل فرضت بالقوة نفوذها والقبول بها في المناطق المسيطر عليها من قبلها.
تأسست النصرة من زعماء سوريين بينهم من كان معتقلا في السجون السورية واستفاد من العفو العام، وبينهم من كان يمارس الدعوة سرياً في سوريا قبيل اندلاع الأزمة، وآخرين كانوا تحت لواء القاعدة وقاتلو في بلدان أخرى كالعراق وأفغانستان والشيشان وعادوا مع بداية الأزمة في سوريا للقتال فيها كما هي حال أمير جبهة النصرة ابو محمد الفاتح “الجولاني” مع وجود عدد كبير من الأجانب في صفوفها.
أما من ناحية داعش فهي تعتمد بشكل كبير على العنصر الأجنبي المقاتل الذي يغلب عددياً على العنصر السوري ان كان في مواقع القيادة أو بين المقاتلين، وهذا ما قد يفسرمراعاة النصرة لخصوصيات المجتمع السوري، بينما لا تقر داعش بمبدأ أن كل من شارك في الثورة له الحق في تقرير مستقبل سوريا .
داعش والجيش الحر :-
أما عن العلاقة التي تربط داعش بما يسمى “الجيش السوري الحر” فهي أكثر توتراً ودموية من تلك التي تربط داعش بالنصرة، حيث وصلت سياسة تكفير داعش للأنظمة والدول والفصائل الى إعتبار أي فصيل في “الجيش الحر” من الكافرين، وقد دارت بين الطرفين معارك طويلة مع جميع الكتائب التابعة للحر المنتشرة على الأراضي القريبة من مناطق نفوذ داعش او التي تقع على الخط التي رسمته داعش لدولتها.
وفي حين اتهمت داعش الجيش الحر بالإرتداد عن الدين الإسلامي وتعاملهم مع النظام السوري، واتخذتها ذريعة لمهاجمة الجيش الحر وضرب كتائبه، تتحدث تقارير عن أهداف مادية خلف الصراع الذي يدور بين داعش والجيش الحر، خاصة حول النفط والمعابر الحدودية، وهذا ما بدا جلياً في أماكن الصراع في ريف حلب والحسكة.
وقد دارت المعارك بين الطرفين في إطار محاولات السيطرة على المناطق النفطية والآبار في الحسكة والرقة خصوصاً، وحول المعابر الحدودية مع تركيا خاصة كما حصل في إعزاز عند معبر باب السلامة أو كما حصل منذ مدة قصيرة عند معبر باب الهوى.
ومنذ أن أعلنت داعش حملتها العسكرية على الجيش الحر بعنوان “نفي الخبيث” تستهدف “عملاء النظام، خاضت معارك عديدة مع الجيش الحر ساهمت خلالها في إضعاف هذا الجيش حيث استهدفت معظم كتائبه، حيث قامت في وقت سابق باعتقال سرية تابعة لـ«كتائب الفاروق» في مدينة حلب بسبب مشكلة قديمة عند معركة معبر تل ابيض.
بالإضافة المعارك التي شهدتها منطقة إعزاز بين داعش ولواء عاصفة الشمال على خلفية إشكالات بين عناصر الطرفين، ما أدى الى انسحاب لواء عاصفة الشمال من إعزاز وتفتته فيما بعد وسيطرة داعش على المدينة، وذلك بعد أن فشلت التهدئة التي تمت المصادقة عليها بوساطة جبهة النصرة بين الطرفين وفي أحدث الإشتباكات بين الطرفين اتهم الجيش الحر داعش بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف مقاره ومنشآته بما فيها مخازن الأسلحة التابعة له عند معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا.
داعش والأكراد :-
وفي إطار سعي داعش للسيطرة على المنطقة الحدودية شمالاً وشرقاً اصطدمت داعش بالمناطق التابعة للتنظيمات الكردية في شمال شرق سوريا وتحديدا في مناطق الحسكة والقامشلي وعندان، حيث اندلعت الإشتباكات بين داعش وقوات حماية الشعب الكردي بعد أن قامت داعش بالسيطرة على تلك المناطق، محاولة فرض سلطتها فيها وتطبيق الشريعة الإسلامية فيها( حسب وصفها)، حيث ارتكبت أكثر من مجزرة بحق الأكراد بعد ان تم تكفيرهم واتهامهم بالتعاون مع الخارج والعمل لصالح النظام.
ودارت إشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها الأكراد من إستعادة مناطقهم في شمال وشمال شرق سوريا، طاردين داعش ومقاتليها من تلك المناطق، فيما فرضت الأخيرة حصاراً على تلك المناطق مستمر حتى الآن منذ حوالي الشهرين، وآخر ممارسات داعش وانتهاكاتها بحق الأكراد كان قيامها بخطف حوالي الـ120 مواطناً كردياً بينهم نساء وأطفال من محيط مدينة أعزاز بريف حلب، إضافة الى محاصرتها لمدينة منبج وارتكاب أعمال العنف والقتل بحق أبناء المدينة من الأكراد.
دور إيران :-
حدث تواطؤ بين نور المالكى وايران لإيجاد مبرر لإظهار الوجه الإسلامي السني المعادي للغرب، ومن خلال “داعش” يمكن أن يوضع الجانب الإسلامي السني في المواجهة مع الغرب وليس المذهب الشيعي.
إيران لا تحتاج إلى ضوء أخضر في المنطقة، حيث أن لديها مشروع تعمل على إنجاحه مستغلة الفراغ الموجود في الوطن العربي، وتعمل على ملئه سواء في لبنان أو اليمن أو سورية، كما حاولت في مصر خلال فترة قليلة أثناء حكم الإخوان المسلمين، أن إيران تعاملت مع الثورات العربية بشكل ديني، حيث حاولت أن تصبغها بصبغة دينية وأسمتها الصحوة الإسلامية، وأنها امتداد للثورة الخمينية التي اندلعت في عام 1979م.
حيث تسعى ايران إلى بناء امبراطورية على حساب الوطن العربي من خلال الأقليات الشيعية، ولكن إيران أكثر هشاشة من الداخل مقارنة بالوطن العربي، وفيها مكونات تستطيع الدول العربية أن تلعب بها بسهولة لو وضعت استراتيجية لحرب وقائية من داخل إيران نفسها، بحيث يتم دعم هذه القوميات خاصةً من الدول الخليجية بفعل مضاد وبشكل إيجابي ومادي فقط، خاصةً إذا أدركنا أن إيران تستنزف نفسها في سورية واليمن ولبنان والعراق، وهي الآن ليست قادرة على تحمل تكاليف إنشاء الامبراطورية، خاصةً أن (30%) من شعبها تحت خط الفقر، مشيراً إلى أن إيران ليست بتلك القوة المرعبة التي وضعت أمامنا، وهو ما يحدث مع تركيا، التي لم تدخل الحرب بسبب خشيتها من الأكراد الذين يمثلون (30%) من عدد السكان الأتراك، بعمل ثورة داخلية تعمل على تفتيت تركيا من الداخل.
أن هناك ضعفاً في الإعلام العربي الذي لا يستثمر المشاكل الداخلية الإيرانية، حيث أنها متهالكة من الداخل وتهرب من مشاكلها الداخلية إلى الانشغال بالمشاكل الخارجية.
جماعات إرهابية :-
إن أغلب الجماعات الموجودة في الوقت الحاضر هي فروع لتنظيم القاعدة، مع انخفاض دور قادة جماعات القاعدة في الوقت الحالي، مضيفاً أن الجماعات الحالية هي مجرد بؤر تابعة للقاعدة كالذي كان موجوداً في اليمن وفي جنوب الصحراء في أفريقيا، ومثلها التيارات الإسلامية المتطرفة في الدول العربية مثل الاخوان المسلمين في مصر، وأنصار بيت المقدس، وأنصار الشريعة، مبيناً أن جميعها فروع للقاعدة، غذتها نسبة كبيرة من الجماعات الإسلامية المتطرفة، وهي التي أدت إلى وجودها في المسرح الدولي في الوقت الحاضر، أن هناك أصابع غربية تلعب في دعم هذه الجماعات باستغلال الظروف التي تمر بها الدول العربية، أو بعض المناطق في الدول العربية وتجعلها تنتشر فيها، وعلى سبيل المثال كما حدث في العراق، عندما انسحب أكثر من (25) ألف جندي عراقي في الموصل وتركوا أسلحتهم في جميع المناطق الغربية والشمالية من العراق، وهو ما يوضح استغلالهم الظروف التي تمر بها الدول العربية في الوقت الحاضر بمساعدة من الدول الأوروبية.
ما يجري محصلة صور سابقة لإعادة صياغة المنطقة وفق مصالح معينة بمسارين عسكري ومعنوي فلماذا العراق وسورية في الوقت الحاضر؟ لأن الظروف أجبرت الولايات المتحدة أن تخرج من العراق بدون اتفاقيات أمنية مع وجود رغبة أكيدة لديها بالعودة إلى المنطقة بأسلوب آخر، وقد سمعنا القيادة العسكرية الأمريكية تقول إن الحملة العسكرية تحتاج إلى أكثر من ثلاثة أعوام، فهل هذا منطق مقبول؟ وهل تنظيم داعش بهذه القوة ليحتاج إلى تلك المدة؟ .
الظلم عوامل مساعدة ليولد جماعات ارهابية :-
جماعة-ارهابية
لا يوجد حزب أو تنظيم على وجه الأرض يأتيها السلاح مطراً من السماء أو نبتة من الأرض، وكل قطعة سلاح موجودة على وجه الأرض اليوم معروف برقم متسلسل (صانعها وبايعها ومشتريها)، وعندما تظهر حركات إرهابية بهذا الكم الكبير فجأة وتمتلك هذه القدرة التسليحية فإن منطق العقل يصعب عليه أن يصدق أنها جاءتها هكذا، إذا أخذنا “داعش” على سبيل المثال، فكيف يسمح لها أن تبيع النفط في السوق العالمية البيضاء فهذا من أكبر علامات الاستفهام أن اى قوة على وجه الأرض مهما كان حجمها لا بد أن لها أرضية تنطلق منها، وليس هذا فحسب، فحتى سيارات المنظمات الإرهابية التي تُفخخ وتفجر في داخل المدن هناك من يمولها ويدعمها ويقدم لها كل التسهيلات وهذا قائم على مرّ التاريخ .
أن الظلم الذي يمارس في بعض المناطق في عالمنا العربي يولد جماعات إرهابية، ولعل القضية الفلسطينية خير شاهد على كل هذه الأحداث، ويجب أن نأخذها في عين الاعتبار عندما نتحدث عن أي مشكلة عربية، حيث تتشعب الأحداث وننسى لُب المشكلة في المنطقة، مرت هذه المشكلة الفلسطينية مرور الكرام، مبيناً أن منطقتنا مهمة بموقعها الجيوسياسي، ومهمة بثرواتها النفطية الموجودة، ومهمة لأن البحر الأحمر يُخرج منه الطاقة متجهةً إلى أوروبا، ذاكراً أن المنطقة مهمة عبر التاريخ وكل الاتجاهات نحوها لاحتلالها من فرس وروم وفرنسا وبريطانيا ومن بعدها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، هذه كلها من العوامل التي تجعل هذه المنطقة منطقة قبلة لهذه القوى للبحث عن مصالحها، ومن ثم وجود دولة الكيان الصهيوني هذه النبتة الشيطانية غير الصالحة، التي لن تستطيع أن تعيش إذا ما تحقق الأمن والسلام في الوطن العربي؛ لأنها تمارس الابتزاز من أجل الحفاظ على وجودها.
إجراءات وقائية :-
أن التعامل مع تنظيم “داعش” له ثلاث مراحل هي: مرحلة ما قبل الأزمة، ومرحلة الانفجار، ومرحلة ما بعد الأزمة، مضيفاً أن مرحلة ما قبل الأزمة هي استخدام أدوات القوى الناعمة في معالجة الإجراءات الوقائية، ونقصد بالقوى الناعمة الاقتصاد والإعلام، والذي من خلالها نعالج الفقر ونوفر فرص العمل والحوار، وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى إنشاء مركز دولي للحوار، الذي يُعد من أهم الاجراءات الوقائية لكن لم يتعامل معها العالم العربي بجدية، مبيناً أنه مع وجود هذه التنظيمات ونشاطها اتجهنا إلى استخدام القوى الصلبة والقوى العسكرية لمنع التدهور وإحلال الأمن والطمأنينة وتحقيق الردع، وكذلك فرض سيطرة الدول، وهذه الطريقة تستغرق عاما أو اثنين أو ثلاثة، لتأتي بعد ذلك مرحلة ما بعد الأزمة، وهي مرحلة تصحيحية تقويمية للمنهجية الناعمة والصلبة، و أنه من المفروض ألاّ نصل إلى مرحلة الانفجار، ونتفادى الأخطاء التي وقعت في السابق، وألاّ نكررها في المستقبل مع أي تنظيم أو فكر متطرف آخر.
لكل مرحلة ذريعة :-
العراق
وهناك ذريعة لكل مرحلة وذريعة هذه المرحلة هي “داعش” كما كانت ذريعة الحرب على العراق هي تدمير أسلحة الدمار الشامل، مضيفاً أن “داعش” يدخل ضمن لعبة خطيرة جداً، وذلك أن القوى العظمى قبل أن تتدخل في أي منطقة تعمل على تهيئة الرأي العالمي والمحلي.. العالمي من أجل تقبل التدخل، والمحلي من أجل أخذ الضوء الأخضر وإعطاء الصلاحيات أن ما يجري يشكّل خطراً على مصالحها، وهذه تعد جزءاً من الاستراتيجيات الدولية في المنطقة وفي أي مكان، مبيناً أنه في المنطقة العربية نجد الذرائع دائماً فكرية و”ايديولوجية” دينية وهي خميرة لصناعة سبل ووسائل للتدخل، وتوجه إلى أي مكان من خلال غرف الاستخبارات وغرف صناعة القرار السياسي لتحقيق هدفين، هما إعطاء الشرعية للتدخل بعد تهيئة الرأي العام الدولي، والتأثير على الدول الأخرى التي هي بمعزل عن تأثير هذه الجماعات .
تحالفات دولية :-
القاعدة
أن “داعش” نبتت مثل القاعدة وطالبان، وتتمدد بمساعدة دولية بما فيها تركيا، حيث وجدت فرصتها لضرب القواعد الكردية، لتقضي على حلم الدولة الكردية الممتدة من إيران إلى تركيا، مؤكداً على أن هذه لعبة أدوار يؤديها تنظيم “داعش”.
أن التحالفات الدولية العربية مع القوى الجديدة مثل الصين والهند مهمة جداً، وذلك كما تفعل بعض الدول في المنطقة مثل إيران، حيث لم تحصر نفسها في “البوتقة” الاقليمية مثل حرص بعض الدول العربية على معالجة المشاكل في الوطن العربي وعدم الخروج منها، ومن ثم الدخول في دوائر عديدة وعدم تطوير العلاقات مع دول أخرى.
بل اقامت إيران علاقات مع الصين وروسيا بشكل يجعلها تعتمد عليهما في القضايا الدولية، خاصةً مشكلتها النووية التي أصبحت مشكلة دولية معقدة؛ بسبب روسيا والصين.
دخول الدول العربية في تحالفات مع الدول الأخرى لتحصينها من أي عدوان خارجي .
ففي السودان أيام الحرب الداخلية في “دار فور” استطاعوا أن يعطلوا عدداً من القرارات في مجلس الأمن بسبب العلاقات الصينية السودانية، وتحديداً المصالح الاقتصادية المتعلقة بالنفط .
مخطط لتقسيم الشرق الاوسط من قبل سايكس بيكو :-
أن ما حدث في الشرق الأوسط كان مخططاً له منذ فترة طويلة جداً وليس بعد اتفاقية “سايكس بيكو”، وإنما قبل ذلك بكثير؛ بهدف إعادة تشكيل الخريطة العربية من جديد، لتتماشى مع “أيديولوجيات” ومخططات تستهدف الدول العربية، مضيفاً أن التعامل مع أسباب الثورات هو الاختبار الحقيقي لحكومات الدول العربية، وتحديداً الاستبداد السياسي والفساد المالي والإداري والبطالة.
“هناك دول عربية سعت إلى تشكيل شرق أوسط جديد، وهناك دول ركبت هذه الموجة وهي دول إقليمية”، هناك دولاً مع بداية 2011م كانت تتحدث أن الثورة السورية هي عبارة عن مؤامرة “صهيو أمريكية”، لكن بعد نوفمبر الماضي حينما تم الاتفاق المبدئي النووي الإيراني مع أمريكا تغيّرت النغمة لأهداف بعيدة جداً، وصرح الإيرانيون أنهم سيتفقون مع الغرب لمحاربة الإرهاب، وأن هناك إرهابا عالميا يستهدف هذه الدول ولابد من التكاتف، مبيناً أن إيران بدأت في تنفيذ مشروعها في سورية، ومن ثم اليمن التي باتت تحت السيطرة الحوثية، والسيطرة على ميناء الحديدة وهو أكبر ميناء في اليمن، وهذا دليل واضح وصريح على أن هناك مؤامرة دولية واضحة ظهرت ضد بعض الدول العربية ولم تظهر في دول عربية أخرى.
إيران وتركيا والجماعات الإرهاربية لاعبون جدد فى الوطن العربى :-

داعش وومعاذ
الولايات المتحدة وروسيا هما اللاعبان الأساسيان في العالم، حيث نجد أن روسيا استطاعت أن تظهر من خلال الأزمة السورية بثوب جديد واستعادت سيطرتها وهيبتها كقوى عظمى موازية للولايات المتحدة الأمريكية، وتريد أن تحافظ على موطئ قدم في الشرق الأوسط، كذلك تريد أن تحافظ على قاعدة “طرطوس”، وتريد أن تستفيد من الأزمة السورية ومن الأزمات الموجودة في العالم العربي للتفاوض في مسائل أخرى عالمية خارجية لا علاقة لها بالعالم العربي مثل قضية “أوكرانيا” وتوسع “حلف الناتو” شرق أوروبا والعقوبات المفروضة عليها، مضيفاً أن القضية والأزمة السورية تعد ورقة روسية تلعب بها في قضايا سياسية أخرى خارج المنطقة العربية.
والولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أتى الرئيس “أوباما” بعد إعلانه برنامجه الانتخابي ركّز على الاقتصاد وتوفير فرص العمل والرعاية الصحية والخروج من العراق، وكذلك ترك قوات قليلة في أفغانستان، وعدم التدخل في عمل عسكري ما لم تكن المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية مهددة،
تركيا وايران من اهم الاعبين جُدد الذين يعملون على تغذية الصراع داخل الوطن العربي، حيث نرى أنها بعد قدوم “أردوغان” لرئاسة الدولة، وبعد رفض الاتحاد الأوروبي انضمامها إليه، أراد أن يكون له موطئ قدم وتأثير على منطقة الشرق الأوسط، وكذلك إيران تعمل على الهيمنة على الدول العربية، وأصبحت الآن تحاصر العالم العربي من خلال: العراق، سوريا، لبنان، اليمن، كذلك المنظمات الإرهابية أصبحت الآن من اللاعبين الجدد التي دعمت لتحقيق غايات آنية دون التفكير في الجانب المستقبلي البعيد.
فهناك من يرسم الخطوط العامة، وهناك من يشارك في مراحل معينة في إعادة صياغة المنطقة، وتبقى الولايات المتحدة الأمريكية هي من تُمسك بزمام رسم الخطوط العامة، كما أن دول المنطقة المعنية بهذه التغيّرات -التي قد تطالها بعض انعكاساتها- تشارك بشكل أو بآخر”، أن التفاهم الأمريكي والإيراني في وقت مضى هو جزء من البراهين أن إيران دخلت في هذه المرحلة لتحقق مكاسب معينة، مبيناً أن المرحلة التي نعيشها الآن هي مرحلة الحرب على الجماعات الإرهابية، وهي جزء من هذه المراحل لاستكمال رسم الرؤية العامة، وتشارك فيها دول تريد أن تحقق مكاسب، فهناك نوعان من المكاسب الأول: محاولة الابقاء على المكاسب الموجودة واصلاح ما فسد، اما النوع الثاني هو: الإبقاء على المكاسب أو ضمان ما هو موجود منها، مع محاولة إكثار المكاسب الأخرى، ونتوقع أن إيران هي من تؤدي هذا الدور.
داعش يسجل تاريخا أسود فى الإرهاب والتنكيل بضحاياه :-

داعش21
بريطانيا-داعش-اثار-منهوبة-طالبان-هيروين
على الرغم من حداثة ما يسمى بـ”تنظيم داعش” الذى لم يتم بعد عامين من عمره ، إلا انه بات له تاريخ فى الإرهاب … تاريخ أسود فى التنكيل بالضحايا ، حرقا وذبحا وقتلا رميا بالرصاص أوتفجيرا بالقنابل ، ولم تقل أولى جرائمهم بشاعة أو فظاعة عن آخرها بث فيديو ل` 21 كرديا عراقيا من قوات البشمركة فى أقفاص تمهيدا لحرقهم.
على طريقة الطيار الاردنى معاذ الكساسبة ، وقبلة تم ذبح 21 مصريا مسيحيا في ليبيا، وما بينهما من قتل صحفيين واعتقال مئات من الموظفين التابعين لمنظمات إغاثية كرهائن وورقات ضغط على بلادهم.
حرصت “داعش” بعد ذلك على تأسيس مشروع دولة على الأرض ولو بشكل رمزي عبر تحويل المدارس والفيلات والبيوت التي هجرها أهلها إلى مقرات وزارية ومحاكم ومدارس للتنظيم ومعسكرات تدريب وجمع أموال، وعلى الأرض فرضوا أنظمتهم الاجتماعية المتطرفة التي من شأنها بث الذعر في نفوس الأهالي، فانتشرت في المناطق المحررة مقرات تحمل اسمه ورايته، وأقيمت الحواجز الجديدة داخل المدن والقرى وفى مداخلها وعلى الطرق الموصلة بينها.