محنة الشعب المصري والشرطة والجيش بسبب الارهاب
يمر الوطن المصرى بمحنة كبيرة وحرب وجود واستنزاف لم يسبق له أن خاض مثيلها فى العصر الحديث لأنها حرب خفية بين شعب وعدو منه متخفى يأكل معه ويشرب معه ويعيش ومع هذا يرفع الخنجر والهاون والسكين والآر بي جى فى وجهه وظهره.. عدونا يعيش معنا ويعتقد بل ويؤمن أنه هو الأحق والأجدر والأصل بحكم هذه الأرض وهذا الشعب لذا فإن مأساة المصريين تكمن فى محنتهم وقوتهم وحضارتهم وهم قادرون على تجاوز المحنة والأزمة والكرب العظيم.. لكن علينا أن نعى مما حدث وندرك الدرس أو الدروس المستفادة:
أن ما تم وحدث فى حادث الواحات هو جزء من حرب الإرهاب والاستنزاف المادى والمعنوى لمصر ولشعبها ولمؤسساتها وأن الحرب مدبرة ومحولة من أجهزة استخباراتية خارجية ولكن بأيدٍ معظمها مصرية.
أن حجم الحدث والعملية كان أكبر من إمكانات وتدريبات جهاز الأمن المدنى المسمى الشرطة ومن ثم فإن التعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة لم يكن على المستوى المطلوب والمستهدف وليس فى هذا تقصير فى أداء أشرف رجال مصريين ضباط وجنود وليس لقلة الامكانات المادية وانما لاختلاف طبيعة المهمة ولأن جهاز الشرطة هو فى المقام الأول معنى بالأمن الداخلى وحماية المواطن مدنيًا بينما الجيش له مهام أخرى تتعلق بالأمن الخارجى ومحاربة الأعداء بأجهزة ومهمات وتقنيات وعمليات عسكرية مختلفة تمامًا.
إن المؤسسات الإعلامية والجهات الرسمية مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط وهيئة الاستعلامات وتليفزيون الدولة وكذلك الصحف القومية الرسمية الحكومية جميعها فشلت كليًا فى تغطية الحدث لنقص المعلومات الرسمية ولصعوبة تواجد مراسلين فى موقع الأحداث ولأن الداخلية بجهازها الإعلامى لم توفر المعلومات الصحيحة ومن ثم فتح الأبواب والقنوات والمواقع إلى الشائعات وإلى الأخبار المغلوطة والمفبركة والتى هى جزء من حرب الجيل الرابع الذى يعتمد على الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى لضرب الجبهة الداخلية والرأى العام.
إن الاعلام المصرى يعانى من أزمة كبيرة جدًا وهى المهنية والحرفية والتدريب على تلك الحرب الجديدة وان الخلط الدائم بين الرأى والمعلومة لا يصلح لمواقف أمنية خطيرة مثل تلك الحادثة وأن شبكة المراسلين ليست مدربة على الاعلام الحربى والأمنى وان هذا الفراغ المهنى والمعلوماتى قد أثر سلبًا على مصداقية الإعلام الخاص خاصة بعد الموت الإكلينيكى للإعلام الوطنى الرسمى وأن الاعلام لم يواكب الشارع والمتلقى وظل على انفصاله التام عن الحدث إلا من شاشات سوداء بين برامج الرقص والهزل والخناق والأغنيات والمسلسلات والاعلام ينعى فيها أصحاب القنوات الشعب المصرى ويترحم على شهداء الوطن ثم يعاود الرقص والهزل.. فلم نجد أى قناة قد غيرت من طريقتها وبرامجها لتكون مع الناس ومع الوطن.
دور نقابة الاعلاميين ودور المجلس الأعلى للإعلام والهيئتين للإعلام والصحافة كانت بعيدًا عن كل الأحداث بل وحدث صدام تشريعى بين النقابة وصلاحياتها وبين المجلس وقوته والنتيجة لم ينجح أحد وإنما هو اختبار يؤكد أن الإعلام وتنظيمه مازال بحاجة إلى وزارة لديها قوانين وتشريعات وسلطة قادرة على محاسبة المخطئ وفق قوانين ومعايير مهنية.
إن الاعلام الغربى يلعب دورًا خطيرًا فى ضرب الروح المعنوية والجبهة الداخلية مستغلًا حالة الفراغ الإعلامي المصرى والتى تذكرنا بأحداث نكسة وهزيمة 1967 مع الفارق فى أن الاعلام المصرى لم يكن بهذا التشتت والفرقة والاختلاف.
أخيرًا إن الشعب المصرى هو البطل دومًا لأنه اصطف والتف حول جهاز الشرطة وضباطه وجنوده واستشعر الجرم الذى حدث والدماء التى سالت فلم يفرح بفوز فى ماتش كورة ولم يطلق الزغاريد لأنه شعب حضارة يعرف أن مصابه جلل وأنها حرب وأنه المستهدف وان جنوده هم ابناؤه لذا فإن الوقوف صفًا واحدًا وراء الجيش والشرطة والوطن هو السبيل للخلاص.. إنها محنة و لكنه شعب عظيم.
ولكن هناك محنة اخري يدفع ثمنها الشعب الغلبان وحدهوا وهي الغلاء بدون داعي وخاصتا غلاء الخدمات العامة ، المفروض تكون مخفضة لانه أي الشعب يدفع عنها الضرائب وتخصم من ايرادات قناة السويس وايرادات البترول والغاز وايرادات تصدير ذهب منجم السكري وغيرها .
اين يذهب هذه الايرادات يا ريس..؟؟؟؟؟
ارحم الشعب
No comments:
Post a Comment