مدونة بلاليكا سياسية - ساخرة من الفساد المتفشي في الوطن العربي

Post Top Ad

Tuesday, October 29, 2019

تصريحات الرئيس .كوميدية مسخسخة



السيسي وتصريحاته: ألم ير المصريون العجب العجاب بعد؟


لعل أول ما يخطر في بال أي عربي حين يتذكر أرض الكنانة هو قدرة المصريين على السخرية من أوضاعهم بأشكال كثيرة، وساهم هذا في جعل ممثلي الكوميديا المصرية أيقونات عربية كبيرة كما جعل هذا الفن أحد أشهر أنواع الفنون في مصر والعالم العربي.
غير أن هذا الفن، ذا التاريخ العريق والأطوار العديدة له في المسرح والسينما والغناء والاستعراض بدأ يشهد منافسة من أوضاع السياسة في مصر وأفعال وتصريحات الساسة الكبار والوزراء وممثلي الشعب في البرلمان وغيرهم، وهو أمر نابع، من غير شك، من حالة الانحدار الذي يشهده الوضع السياسي المصري، والذي ما عاد الناس قادرين فيه على التفريق بين تصريحات كبار المسؤولين و«نكات» الممثلين الكوميديين.
إقرأ مواضيع تهمك عن الأرهاب :-
1- من أين تأتي أموال الإرهاب ؟ تعرف عل مصادر تمويل حزب الله
2-حصيلة سنوات داعش تدمير الحضارات السنية
3-بريطانيا ملاذ الإرهاب..إحضنت قيادات "الأخوان"
4- أمريكا تؤمن خروج داعش من الرقا في سوريا
5- كيف يمكن صد المد الشيعي الإيراني في المنطقة العربية


على رأس قائمة المسؤولين الذين التبس على المصريين وغير المصريين إن كانوا يصرحون ما يصرحون به بقصد الحط من شأن السياسة بتحويلها إلى سخرية، أم أن المبالغة، التي هي تعويض عن الواقع، هي التي تدفعهم إلى تلك التصريحات الغريبة.
آخر هذه التصريحات للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطل عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» على مؤتمرين يفتتحون مشروعات كهربائية واصفا ما تحقق في قطاع الطاقة منذ استلامه للسلطة عام 2014 بـ«الخيال»، وهو وصف شاعري بليغ لكنه لا يعني، في موازين الإحصاءات العلمية شيئا، منتقلا بعد ذلك إلى أن يطلب من المصريين أن يكونوا «سعداء»، وبما أن «السعادة» لا تأتي، للأسف، بـ«الخيال» أو بالأوامر العسكرية، فقد عاد السيسي إلى مطالبة المصريين بما طالبهم به من قبل: «الصبر»، وبعد الصبر «سترون العجب العجاب».

المؤتمرون لم يروا العجب العجاب ولكنهم سمعوه شخصياً من الرئيس حين أقسم بالله أن يستمر بقية عمره في تناول «وجبة واحدة» لو احتاج الأمر لتأمين حاجة 100 مليون مصري للتعليم والأمل والعلاج (واضعا الأمل، الذي هو مصطلح لشيء معنوي، مثل «الخيال» و«السعادة»، بين التعليم والعلاج).
يذكر تصريح الرئيس المصري بنكتة شهيرة عن رئيس يخطب في شعبه اليائس من الفقر والجوع والمهانة قائلا: «واحد منا يجب أن يجوع فاختاروا»، ومعروف طبعا جواب الشعوب المقفلة أفواهها والمغلوبة على أمرها حين يخيرها الرؤساء ويستفتيها الزعماء، ففي ظل الرئيس السيسي لم يعد المعارضون وحدهم مهددين، بل صار ممثلو الشعب، الذين يفترض أن مهمتهم هي محاسبة الحكومة والمسؤولين، تحت طائلة الطرد من البرلمان لو اعترضوا على أي قانون، فما بالك بالناس العاديين.

تحولت تصريحات الرئيسي الغريبة من قبيل «ميصحش كده» و«إنتوا بتعذبوني»، و«لو ينفع أتباع… أتباع علشان مصر»، و«صبح على مصر بجنيه»، وحكاية البراد الفارغ إلا من الماء، ووصية والدته له بعدم أخذ شيء ليس له، و«رز الخليجيين»… إلى أقوال شهيرة يرددها المصريون والعرب لكنها إذا كانت تبعث على الضحك في لحظتها فإنها، بعد التفكر فيها، تؤدي إلى البكاء على الحال الذي آلت إليه مصر.
بعد شعار العلمانيين الشهير حول فصل الدين عن الدولة ربما حان الوقت في مصر لفصل السياسة عن الكوميديا.

No comments:

Post a Comment