مدونة بلاليكا سياسية - ساخرة من الفساد المتفشي في الوطن العربي

Post Top Ad

Thursday, November 2, 2017

November 02, 2017

وثائق بن لادن.. إيران والقاعدة وضرب أمن الخليج

وثائق بن لادن.. إيران والقاعدة وضرب أمن الخليج

2017-11-02T03:43:41Z
زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن
زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن
أبوظبي - سكاي نيوز عربيةكشفت وثائق زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، التي نشرتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، الأربعاء، عن أحداث مثيرة بينت طبيعة العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران.
وعرضت واحدة من الوثائق عمق العلاقات بين تنظيم القاعدة وبن لادن، إذ كشفت الوثيقة المكونة من 19 صفحة أن إيران عرضت  على تنظيم القاعدة دعمه بكل ما يلزم، بما في ذلك بالمال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية والخليج.
وأشارت الوثائق إلى أن الاستخبارات الإيرانية سهلت سفر بعض عناصر القاعدة بتأشيرات الدخول، بينما كانت تؤوي الآخرين، وفقا لصحيفة "التليغراف" البريطانية.
وذكرت الوثائق أن بن لادن كتب بنفسه طلبا للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آيه الله الخميني، يطالبه فيه بالإفراج عن أحد أفراد عائلته.
وبينت الوثائق أن القاعدة ليست في حرب مع إيران وأن بعض المصالح تتقاطع، كما تضمنت الوثائق المنشورة مقطع فيديو لزفاف حمزة، نجل أسامة بن لادن، والمرجح أن يكون قد أقيم في إيران.

بالفيديو.. حفل زفاف نجل بن لادن

2017-11-02T02:22:36Z
حفل زفاف نجل بن لادن
نجل بن لادن
أبوظبي - سكاي نيوز عربيةنشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، ومقرها واشنطن، الأربعاء، عدد من مقاطع فيديو لنجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن ويدعى حمزة وهو في حفل زفاف له.
ولم يعرف مكان أو تاريخ تسجيل تلك المقاطع، التي وجدت في حاسوب محمول عثر عليه أثناء العملية، التي قامت بها القوات الأميركية، وأسفرت عن  مقتل أسامة بن لادن عام 2011 في باكستان.
وتظهر المقاطع نجل أسامة بن لادن مع مجموعة من الأشخاص جميعهم يتحدثون العربية، كما تُسمع في الفيديوهات أصوات أطفال يقومون بالرد على أسئلة تاريخية.

ونشرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية، الأربعاء، 470 ألف ملف وجدت في جهاز الكمبيوتر، 

بن لادن يعود إلى الواجهة من جديد 

2017-11-01T21:44:35Z
زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن
زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن
أبوظبي - سكاي نيوز عربيةنشرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية، الأربعاء، 470 ألف ملف وجدت في جهاز الكمبيوتر، الذي صودر في مايو 2011 خلال  المداهمة للمجمع، الذي كان أسامة بن لادن يختبئ فيه في أبوت أباد في باكستان.
واحتوى جهاز كمبيوتر صادرته القوات الأميركية الخاصة خلال عمليتها، التي أسفرت عن قتل أسامة بن لادن عام 2011 على مجموعة شرائط مصورة تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود و3 أفلام وثائقية عن بن لادن نفسه.
وهذه رابع مجموعة من المواد، التي أُخذت من المجمع، الذي كان محاطا بجدران، حيث كان يعيش بن لادن وأسرته، والتي نشرتها الإدارة الأميركية منذ مايو 2015.
وذكر بيان لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أن المواد، التي لم تُنشر بعد، حُجبت لأنها قد تضر بالأمن القومي أو أنها فارغة أو معطوبة أو مكررة أو أنها تحتوى على مواد إباحية أو أنها محمية بموجب قوانين النشر.
وأضاف البيان أن المواد المحمية بموجب قوانين النشر تشمل أكثر من 20 شريطا مصورا مثل فيلمي (أنتز) و(كارز) وأفلام رسوم متحركة أخرى ولعبة تقمص الأدوار (فاينل فانتازي7 ) وفيلم (وير إن ذا وورلد إز أسامة بن لادن) وفيلمين وثائقيين آخرين عن بن لادن.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، مايك  بومبيو، إن "نشر رسائل القاعدة وفيديوهاتها وملفاتها الصوتية ومواد أخرى اليوم يعطي فرصة للشعب الأميركي كي يفهم بشكل أكبر خطط وأعمال هذه المنظمة الإرهابية".
وأشارت الوكالة إلى أن من بين ما نُشر اليوم الجريدة الشخصية لبن لادن و18 ألف ملف وثائقي ونحو 79 ألف ملف صوتي ومصور وأكثر من 10 آلاف ملف يتضمن أفلاما مصورة.
وأضافت الوكالة أن هذه المواد، مثل المواد التي نُشرت في الماضي، تعطي رؤية لأصل الخلافات بين القاعدة وتنظيم داعش والخلافات داخل القاعدة وحلفائها والمشكلات، التي واجهت القاعدة وقت موت بن لادن.

الذي صودر في مايو 2011 خلال  المداهمة للمجمع، الذي كان أسامة بن لادن يختبئ فيه في أبوت أباد في باكستان.

واحتوى جهاز كمبيوتر صادرته القوات الأميركية الخاصة خلال عمليتها، على مجموعة شرائط مصورة تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود و3 أفلام وثائقية عن بن لادن نفسه.
وهذه رابع مجموعة من المواد، التي أُخذت من المجمع، الذي كان محاطا بجدران، حيث كان يعيش بن لادن وأسرته، والتي نشرتها الإدارة الأميركية منذ مايو 2015.
ورغم خلافات بين القاعدة وإيران، التي أظهرت الوثائق بعضا منها، إلا أن زعيم التنظيم أسامة بن لادن حذر رفاقه من "تهديد إيران"، واصفا إياها بأنها "شريان مهم" لتنظيم القاعدة.

وثائق بن لادن

يذكر أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، ومقرها واشنطن، نشرت 470 ألف ملف وجدت في جهاز الكمبيوتر، الذي صودر في مايو 2011 خلال المداهمة للمجمع، الذي كان أسامة بن لادن يختبئ فيه في أبوت أباد في باكستان.
واحتوى جهاز كمبيوتر صادرته القوات الأميركية الخاصة خلال عمليتها، التي أسفرت عن قتل أسامة بن لادن عام 2011 على مجموعة شرائط مصورة تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود و3 أفلام وثائقية عن بن لادن نفسه.
وهذه رابع مجموعة من المواد، التي أُخذت من المجمع، الذي كان محاطا بجدران، حيث كان يعيش بن لادن وأسرته، والتي نشرتها الإدارة الأميركية منذ مايو 2015.
وذكر بيان لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أن المواد، التي لم تُنشر بعد، حُجبت لأنها قد تضر بالأمن القومي أو أنها فارغة أو معطوبة أو مكررة أو أنها تحتوى على مواد إباحية أو أنها محمية بموجب قوانين النشر.
وأشارت الوكالة إلى أن من بين ما نُشر اليوم الجريدة الشخصية لبن لادن و18 ألف ملف وثائقي ونحو 79 ألف ملف صوتي ومصور وأكثر من 10 آلاف ملف يتضمن أفلاما مصورة.
November 02, 2017

ملحمة القضاء على اخر معاقل الارهابيين في طريق الواحات

فيديو.. تصفية باقي الإرهابيين المتورطين بـ"الواحات"
القاهرة - أشرف عبدالمجيد
أعلن #الجيش_المصري، اليوم الأربعاء، تصفية باقي الإرهابيين المتورطين في هجوم الواحات الذي أسفر عن مقتل 16 شرطيا، مؤكداً تطهير المنطقة منهم.
وأكد بيان صادر عن القوات المسلحة المصرية أنه "استكمالا للعملية العسكرية الأمنية المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لاستهداف العناصر الإرهابية المتورطة في القيام بعملية #الواحات الأخيرة، واستمرارا للجهود المبذولة لملاحقة العناصر الفارة من الضربة الجوية التي نفذت أمس الثلاثاء، قامت القوات الجوية بالتعاون مع قوات الصاعقة والشرطة بحصر وتثبيت وتتبع المجموعة الإرهابية الهاربة بالمنطقة الصحراوية الواقعة غرب مدينة #الفيوم".

وذكر بيان الجيش أنه تم تنفيذ "هجمة جوية دقيقة أسفرت عن القضاء على جميع العناصر الإرهابية المتواجدة بمنطقة الحدث، فيما تواصل المجموعات القتالية مدعومة بغطاء جوي تمشيط الدروب الصحراوية في محيط العملية".
وكان الجيش قد أعلن أمس تصفية عدد من الإرهابيين الذين شاركوا في هجوم الواحات. وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، إن القوات الجوية هاجمت منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات بإحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم.
وذكر أن الضربات أسفرت عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، كما تم القضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية.

Wednesday, November 1, 2017

November 01, 2017

"جبل الكريستال".. هل يحقق حلم المصريين بالثراء؟





"جبل الكريستال".. هل يحقق حلم المصريين بالثراء؟

اسمه "جبل الكريستال" ويقع بقلب #واحة_الفرافرة في #الوادي_الجديد وبه عدة صخور تشبه الكريستال الفريدة من نوعها والثمينة في قيمتها.
ويعتقد المصريون أن #جبل_الكريستال مليء بالصخور الكريستالية التي يمكن الاستفادة منها اقتصاديا، ويمكن أن توفر مليارات الدولارات لمصر لو أُحسِن استغلالها.

وعن حقيقة هذا الجبل وصخور الكريستال التي يحتويها، قال أحمد كمال مدير المحمية لـ"العربية.نت": "يقع الجبل داخل#الصحراء_البيضاء على بعد كيلومترات من الفرافرة، ويعتبر مزارا سياحيا في أول طريق الدخول لمحمية الصحراء البيضاء. يوجد فيه عدة أنواع من الصخور، ومع انعكاس أشعة الشمس عليها، تلمع هذه الصخور وتبرق كالماس".
وأوضح أن الجبل والصخور المتجمعة حوله كانت في الأصل منطقة كهوف وتعرضت للغرق وتحولت إلى صخور جيرية ولذلك يطلق عليها "الصخور الجيرية المتحولة"، وهي أول نقطة على الطريق لدخول المحمية وأمامها لافتة إرشادية كبيرة تتضمن كافة المعلومات المتاحة عنها.

وعلى خلاف ما يعتقد المصريون، فإن هذا الجبل ليس له أي مردود اقتصادي لأن الصخور المتواجدة به ليست من#الكريستال أو الماس بل هي صخور جيرية متحولة، حسب ما أكده كمال. كما نفى كمال ما تردد عن أن نيزك ارتطم بالأرض منذ ملايين السنين في تلك المنطقة وأسهم في صهر الصخور وتحويلها إلى قطع من الكريستال الثمينة.
وشدد كمال على أن "منطقة الصحراء البيضاء التي يقع فيها جبل الكريستال كانت في الأساس بحرا أثناء عصور الأيوسين وامتدت حتى العصر الكريتاسي أو ما يعرف بالعصر الطباشيري. وجف البحر بعد ذلك وظهرت هذه المنطقةمكانه".

Sunday, October 29, 2017

October 29, 2017

محنة الشعب المصري والشرطة والجيش بسبب الارهاب

محنة الشعب المصري والشرطة والجيش بسبب الارهاب
يمر الوطن المصرى بمحنة كبيرة وحرب وجود واستنزاف لم يسبق له أن خاض مثيلها فى العصر الحديث لأنها حرب خفية بين شعب وعدو منه متخفى يأكل معه ويشرب معه ويعيش ومع هذا يرفع الخنجر والهاون والسكين والآر بي جى فى وجهه وظهره.. عدونا يعيش معنا ويعتقد بل ويؤمن أنه هو الأحق والأجدر والأصل بحكم هذه الأرض وهذا الشعب لذا فإن مأساة المصريين تكمن فى محنتهم وقوتهم وحضارتهم وهم قادرون على تجاوز المحنة والأزمة والكرب العظيم.. لكن علينا أن نعى مما حدث وندرك الدرس أو الدروس المستفادة:
أن ما تم وحدث فى حادث الواحات هو جزء من حرب الإرهاب والاستنزاف المادى والمعنوى لمصر ولشعبها ولمؤسساتها وأن الحرب مدبرة ومحولة من أجهزة استخباراتية خارجية ولكن بأيدٍ معظمها مصرية.
أن حجم الحدث والعملية كان أكبر من إمكانات وتدريبات جهاز الأمن المدنى المسمى الشرطة ومن ثم فإن التعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة لم يكن على المستوى المطلوب والمستهدف وليس فى هذا تقصير فى أداء أشرف رجال مصريين ضباط وجنود وليس لقلة الامكانات المادية وانما لاختلاف طبيعة المهمة ولأن جهاز الشرطة هو فى المقام الأول معنى بالأمن الداخلى وحماية المواطن مدنيًا بينما الجيش له مهام أخرى تتعلق بالأمن الخارجى ومحاربة الأعداء بأجهزة ومهمات وتقنيات وعمليات عسكرية مختلفة تمامًا.
إن المؤسسات الإعلامية والجهات الرسمية مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط وهيئة الاستعلامات وتليفزيون الدولة وكذلك الصحف القومية الرسمية الحكومية جميعها فشلت كليًا فى تغطية الحدث لنقص المعلومات الرسمية ولصعوبة تواجد مراسلين فى موقع الأحداث ولأن الداخلية بجهازها الإعلامى لم توفر المعلومات الصحيحة ومن ثم فتح الأبواب والقنوات والمواقع إلى الشائعات وإلى الأخبار المغلوطة والمفبركة والتى هى جزء من حرب الجيل الرابع الذى يعتمد على الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى لضرب الجبهة الداخلية والرأى العام.
إن الاعلام المصرى يعانى من أزمة كبيرة جدًا وهى المهنية والحرفية والتدريب على تلك الحرب الجديدة وان الخلط الدائم بين الرأى والمعلومة لا يصلح لمواقف أمنية خطيرة مثل تلك الحادثة وأن شبكة المراسلين ليست مدربة على الاعلام الحربى والأمنى وان هذا الفراغ المهنى والمعلوماتى قد أثر سلبًا على مصداقية الإعلام الخاص خاصة بعد الموت الإكلينيكى للإعلام الوطنى الرسمى وأن الاعلام لم يواكب الشارع والمتلقى وظل على انفصاله التام عن الحدث إلا من شاشات سوداء بين برامج الرقص والهزل والخناق والأغنيات والمسلسلات والاعلام ينعى فيها أصحاب القنوات الشعب المصرى ويترحم على شهداء الوطن ثم يعاود الرقص والهزل.. فلم نجد أى قناة قد غيرت من طريقتها وبرامجها لتكون مع الناس ومع الوطن.
دور نقابة الاعلاميين ودور المجلس الأعلى للإعلام والهيئتين للإعلام والصحافة كانت بعيدًا عن كل الأحداث بل وحدث صدام تشريعى بين النقابة وصلاحياتها وبين المجلس وقوته والنتيجة لم ينجح أحد وإنما هو اختبار يؤكد أن الإعلام وتنظيمه مازال بحاجة إلى وزارة لديها قوانين وتشريعات وسلطة قادرة على محاسبة المخطئ وفق قوانين ومعايير مهنية.
إن الاعلام الغربى يلعب دورًا خطيرًا فى ضرب الروح المعنوية والجبهة الداخلية مستغلًا حالة الفراغ الإعلامي المصرى والتى تذكرنا بأحداث نكسة وهزيمة 1967 مع الفارق فى أن الاعلام المصرى لم يكن بهذا التشتت والفرقة والاختلاف.
أخيرًا إن الشعب المصرى هو البطل دومًا لأنه اصطف والتف حول جهاز الشرطة وضباطه وجنوده واستشعر الجرم الذى حدث والدماء التى سالت فلم يفرح بفوز فى ماتش كورة ولم يطلق الزغاريد لأنه شعب حضارة يعرف أن مصابه جلل وأنها حرب وأنه المستهدف وان جنوده هم ابناؤه لذا فإن الوقوف صفًا واحدًا وراء الجيش والشرطة والوطن هو السبيل للخلاص.. إنها محنة و لكنه شعب عظيم.
ولكن هناك محنة اخري يدفع ثمنها الشعب الغلبان وحدهوا وهي الغلاء بدون داعي وخاصتا غلاء الخدمات العامة ، المفروض تكون مخفضة لانه أي الشعب يدفع عنها الضرائب وتخصم من ايرادات قناة السويس وايرادات البترول والغاز وايرادات تصدير ذهب منجم السكري وغيرها .
اين يذهب هذه الايرادات يا ريس..؟؟؟؟؟
ارحم الشعب 

Saturday, October 14, 2017

October 14, 2017

أخطر تقرير عن ثورة الخميني

سنة إيران شاركوا في الثورة على الشاه فاجتثتهم ثورة الخميني

يسلط إعدام جمهورية ولاية الفقيه في إيران عشرين معارضاً سنياً، الضوء على وضع السنة في هذا البلد الذي كان قلعة من قلاع الإسلام حتى نهاية القرن العاشر الهجري، حيث عملت الدولة الصفوية على تشييع أهله، فتحول في وقت قصير إلى بلد شيعي، يدين غالبية أهله بمذهب الإمامية الاثنا عشرية.
- إعدام داعية
ذكر موقع "فريدم ماسنجر"، المهتم بمتابعة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، أن السلطات أعدمت 20 سنياً في سجن رجائي شهر بمدينة كرج بمحافظة البرز غربي العاصمة طهران، الثلاثاء 2016/8/2، ولا يزال 17 سجيناً سنياً آخرين في انتظار مصيرهم.
وفي ظل حصار القوات الأمنية الخاصة والشرطة للسجن الذي تمت فيه عملية الإعدام قامت بنقل السجناء السنة الآخرين المحكوم عليهم بالإعدام إلى مكان مجهول، وهناك خشية من تنفيذ الإعدام بحقهم.
ومن أبرز الذين تم إعدامهم الداعية شهرام أحمدي.
"سوران بيارة"، هكذا طلب أن نسميه في التقرير، سني من كردستان إيران، عاش رحلة طويلة في سجون المخبرات الإيرانية، وعاصر أحمدي في فترة من الفترات في سجنه، يقول نقلاً عنه: "عام 2009 أطلقت الأجهزة الأمنية النار عليه وأصابته بعدة أعيرة نارية في ظهره وألقي القبض عليه، ورغم إصابته ونزفه فإن رجال الأمن انهالوا عليه بالضرب حتى كسروا أنفه، ثم أودع سجن رجائي شهر في مدينة كرج".
يضيف بيارة: "أحمدي تعرض لمعاملة قاسية في سجنه، وخضع لجلسات تعذيب ممنهجة، ووضع في زنزانة انفرادية، وفقد كليته بسبب التعذيب، ولم يسمح له بالعلاج خارج السجن، رغم وجود تقرير طبي يؤكد حاجته إلى ذلك".
في سبتمبر/أيلول 2012 حوكم أمام محكمة الثورة، وخلال خمس دقائق أصدر القاضي محمد مقيسة بحقه حكماً بالإعدام، رافضاً حضور محام للدفاع عنه في جلسة المحاكمة، وجاء الحكم مبرراً بتهمة (محاربة الله ورسوله).
من جهتها ألغت المحكمة العليا حكم الإعدام الصادر بحقه في شهر يوليو/تموز 2015، وبضغط من الحرس الثوري أعيدت محاكمته مرة أخرى في المحكمة نفسها، وأمام القاضي ذاته، ليصدر حكم الإعدام عليه مرة ثانية، وقد أبلغه محاميه أن المحكمة العليا أيدت حكم الإعدام في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وأرسلت أوراق قضيته لمحكمة تنفيذ الأحكام، التابع لمحكمة الثورة.
- تاريخ السنة في إيران
تذكر المراجع التاريخية أنّ إيران كانت دولة سنّية حتّى القرن العاشر الهجري، وفي الفترة التي كانت فيها على عقيدة أهل السنة والجماعة، قدّمت المئات بل الآلاف من الفقهاء والمحدّثين والمؤرّخين والمفسّرين والعلماء، في كلّ فنّ وعلم، ويكفي دليلاً على ذلك أنّ أصحاب الكتب الستّة كلّهم إيرانيّون أو من الثقافة الإيرانيّة، آنذاك. إلى أن تشيّعت البلد بحكم الصفويون لها، فكأنّها مُسِخت مسخاً كاملاً، وأصبحت بؤرة اصطدام، ومركز مؤامرات على الإسلام وأهله، ولذا قال فرديناند سفير ملك النمسا: "لولا الصفويّون في إيران لكنّا نقرأ القرآن اليوم كالجزائريين".
وكان ذلك سبباً في إخلاء المدن الكبرى التي كانت مراكز للعلم والفقه الإسلامي في العالم، كتبريز وأصفهان والريّ، الواقعة في جنوب طهران العاصمة وأصبحت جزءاً منها، وكان ذلك سبباً لإخلائها من أهل السنة الذين إمّا قتلوا أو استشهدوا أو تشيّعوا جبراً وإكراهاً، أو انسحبوا إلى المناطق الجبليّة التي يصعب الوصول إليها، فأصبحوا يقطنون المناطق الحدوديّة الجبليّة كبلوشستان وكردستان وحاشية إيران من أطرافها الأربعة، ليصبحوا بعد ذلك على هامش الحياة السياسيّة الإيرانيّة بسبب استمرار العداء الطائفي والقومي لهم.
يذكر أنّ أهل السنة في إيران إلى يومنا هذا كلّهم ليسوا من الفرس، ويسكنون في المناطق الحدوديّة في أطراف إيران الأربعة، حيث يسكن الأكراد في غرب إيران على الحدود العراقية والتركيّة، ويسكن التركمان في شمالي إيران على الحدود التركمانيّة، كما أنّ العرب يسكنون في حاشية الخليج العربي، ويسكن البلوش في الجنوب الشرقي لإيران على الحدود الباكستانيّة الأفغانيّة، وفي كلّ مدينة إيرانيّة عدد لا بأس به من السنّة، أي بعشرات الآلاف على أقلّ تقدير.
وأمّا عن عددهم في إيران فلا توجد إحصائيّات رسميّة، إلاّ أنّ العدد التقريبي هو بين ربع سكّانها وثلثهم.
- مساهمة السنة في الثورة الإيرانية
ينحدر أهل السنة في إيران- كما أُشير من قبل- من شعوب غير فارسيّة، ولذلك فقد كانوا في ظلّ النظام الشاهنشاهي السابق في حال لا يحسدون عليها، فكانوا مواطنين من الدرجة الثانية؛ أوّلاً بسبب بُعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة، ثمّ بسبب اعتقادهم المخالف للفرس الشيعة، لكن النظام البهلوي كان علمانيّاً لا دينيّاً، فكان تعامله مع المذاهب والأديان على حدّ سواء أو بنفس المستوى من الاحترام، لكن قيادات السنة كانت تطمح إلى نظام إسلامي كما هو سائد في تلك الحقبة ضمن ثقافة المنطقة، ومن هذا المنطلق أسهم السنة في الثورة على نظام الشاه.
"الخليج أونلاين" تحدث إلى أحد قيادات السنة الأكراد، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وهو من مرافقي المرجع السني الشيخ أحمد مفتي زادة، الذي ساند ثورة الخميني على الشاه، ثم قضى ردحاً من حياته في سجون الثورة الخمينية، ليطلق سراحه ويموت بعد أيام.
يقول مصدرنا متحدثاً عن مساهمة سنة إيران في الثورة: "بسبب الظلم والجور الواقع على الأمة الإيرانية كان من الطبيعي أن يثور الشعب ضد جلاديه، وكان الخميني آنذاك رمزاً لحركة المقاومة الشعبية، وعلماء السنة ساندوا الخميني في دعوته وثورته تلك من أجل إقامة نظام إسلامي قائم على العدل والمساواة، فكان هناك بعض العلماء والمشايخ من أهل السنّة قاموا بمخالفة الشاه؛ كالشيخ أحمد مفتي زادة، وآخرون، وكان الشيخ رحمه الله على اتصال بالخميني عندما كان في النجف في جنوب العراق، وكان بينهما مراسلات ووعود خاصة بأهل السنة في حال انتصار الثورة، وعلى أساسه ساند السنة الثورة؛ وبشر مفتي زادة بالخلاص من خلالها، وقد شارك السنة في المظاهرات والثورة الشعبية التي جابت الشوارع ضد النظام البهلوي وقدموا التضحيات في سبيلها".
- السنة بعد انتصار الثورة
وتابع مصدرنا حديثه قائلاً: "عندما رجع الخميني إلى إيران منتصراً كان الشيخ أحمد مفتي زادة في مقدمة مستقبليه، وألقى الخميني خطاباً في الجماهير المحتشدة، وأعلن فيه انتهاء النظام الشاهنشاهي وإقامة الحكم الإسلامي، كان الرجل الثاني الذي خاطب الجماهير من بعده هو الشيخ مفتي زادة حيث حث الجماهير على التمسك بالنظام الإسلامي ونبذ الطائفية، وفي تلك الخطبة انطلقت شرارة النكران لدور أهل السنة حيث أسدل الستار على الشيخ زادة أثناء إلقائه خطبته ومنع من مواجهة الجماهير، وبالرغم من ذلك استمر الشيخ في مساندة الثورة، حيث كان يبشر الناس بأن النظام الإسلامي سيقيم العدل ولن يظلم في ظله فرد أو جماعة".
واستدرك: "عندما قررت الثورة إجراء استفتاء على الدستور حول ما إذا كان الشعب يريد الجمهورية الإسلامية أم لا؟ صوت السنة إلى جانب الحكم والنظام الإسلامي".
- دستور شيعي
يقول الشيخ القيادي السني الإيراني: "بدأت مرحلة وضع الدستور من قبل البرلمان المنتخب من الشعب الإيراني وشارك الشيخ أحمد مفتي زادة، وأبرز رموز أهل السنة في لجنة الصياغة إلى أن وصلوا إلى المادة (13) التي تقول: "إن دين الدولة الرسمي الإسلام والشيعة الاثنا عشرية"، فحاول الشيخ زادة بكل جهده أن يقنع (آية الله) البهشتي وخامنئي وغيرهما بالعدول عن هذه الفقرة حفاظاً على وحدة المسلمين، لأن الدستور في هذه الحالة يحصر الإسلام في مذهب الاثنا عشرية، لكن محاولاته لم تلق آذاناً صاغية، فتوجه إلى مسجد "حسينية إرشاد"، وألقى فيها كلمة بين فيها أن البعض يستهترون بدماء آلاف الشهداء، ويدخلون البلاد في دائرة ضيقة من المذهبية المفرقة للصفوف، فكتبت صحف الثورة في صباح اليوم التالي بأن أحمد مفتي زادة أصبح من أعداء الثورة لأنه تكلم ضد دستور البلاد".
وحول هذه النقطة ينقل الشيخ عبد الرحيم البلوشي، وهو أبرز معارض سني إيراني، ما دار بين مفتي زادة والخميني في بيته فيقول: "كنت حاضراً لما اعترض مفتي زادة رحمه اللـه على الخميني في بيته بقم قائلاً له: "يا خميني، أنت وعدتني بجمهوريّة إسلاميّة، لكنّك أتيت بجمهوريّة شيعيّة صفويّة، وإن كانت عقيدتي لا تسمح لي أن أرفع السلاح في وجهك، لكنّي سوف أحاربك سياسيّاً"، فهدّده الخميني قائلاً له: "سوف تلجأ إلى الجبال التي ذهب إليها غيرك" (في إشارة إلى الشيخ عزّ الدين الحسيني الصوفيّ الذي تعاون مع الشيوعيين وذهب إلى الجبال)، فأجابه أحمد مفتي زادة الذي كان يعتصر ألماً لدعمه إيّاه قبل الثورة ونشره نشراته وخطبه بين الشعب الكردي السنّي، أجاب الخميني بقوله: "سوف أبقى في البلد".
- تشكيل مجلس الشورى المركزي لأهل السنة (شمس)
مصدرنا استرسل في الحديث قائلاً: "في سبيل توحيد صفوف أهل السنة قرر الشيخ زادة وإخوانه تشكيل مجلس شورى لأهل السنة عرف اختصاراً بالشمس تخفيفاً لعبارة (الشورى المركزي للسنّة)، فأرسل رسائل إلى وسائل الإعلام في كافة المناطق للحضور إلى طهران في المكان والزمان المحددين، وأعلم الحكومة بالمؤتمر، فحضر مندوبان من وزارة الداخلية؛ كل ذلك لكي لا يقال إن هناك مؤامرة ضد الثورة، فعقد المجلس أعماله على مدى يومين كاملين شرح خلاله الشيخ جهوده الإصلاحية في كلمة استغرقت أربع ساعات"، مضيفاً: "انتخب المجلس هيئة رئاسية من علماء السنة يرأسها الشيخ زادة، وكان من أعضائها العالم الكردي الشهير الشهيد ناصر سبحاني، الذي أعدمه النظام فيما بعد، ثم رفع المشاركون بياناً إلى الحكومة طالبوا فيه بتعديل الدستور والاهتمام بمناطق أهل السنة، واعتبار مذهبهم مذهباً معتبراً، ثم انصرف المجلس على أن ينعقد بعد ستة أشهر فاجتمعوا ثانية وقدموا مطالبهم للحكومة مجدداً، ولكن دون جدوى، فقرر المجلس عقد مؤتمر موسع للسنة في إيران يضم (400) من علماء السنة والمهتمين بقضاياهم، وبالفعل عقد المؤتمر الموسع، حيث انتقد الشيخ أحمد مفتي زادة الثورة الإيرانية كما انتقد علي خامنئي، وهذا الأمر لم يرق لأجهزة المخابرات ولرموز النظام، فشنت حملة اعتقالات شملت الشيخ أحمد مفتي زادة الذي أودع في زنزانة انفرادية لا تتوافر فيها أدنى المتطلبات الإنسانية، وهو ما أدى إلى إصابته بأمراض خطيرة، وبالرغم من ظروف اعتقاله الصعبة ظل صامداً قوي الهمة، فكان يوجه أتباعه بكتابة أبيات الشعر التي تحثهم على الاهتمام بأمور الأمة، وملازمة التقوى والزهد في الدنيا".
ويختم الشيخ الذي رافق زادة إلى وفاته حديثه بالقول: "بقي في السجن عشر سنوات كان يعاني فيها من مختلف الأمراض، ولما تيقن النظام الإيراني من قرب نهايته أطلق سراحه ليموت بعد ذلك بعدة أسابيع، وصفه من يعرفوه بعد خروجه من السجن بأنه عبارة عن هيكل عظمي".
وهكذا طويت صفحة مجاهد من أهل السنة ساند الثورة الإيرانية، ولتفتح بعد ذلك صفحة جديدة من المعاناة التي ذهب ضحيتها أعداد غفيرة من علماء السنة الذين تم إعدامهم بتهمة التآمر على الثورة، وإلى يومنا هذا تمارس السلطات الإيرانية أبشع صور التنكيل بحق السنة، ويكاد لا ينتهي عام دون أن يعلن عن إعدام جموع غفيرة من الشباب السني، لا تخلو من علماء ودعاة.
October 14, 2017

كواليس أكتوبر في عيون السادات.. مذكرات الرئيس تكشف أسرار الحرب.. أمريكا دعمت إسرائيل بـ"القنبلة التليفزيونية" ..والاتحاد السوفيتي كان خنجرًا في ظهر مصر

كواليس أكتوبر في عيون السادات.. مذكرات الرئيس تكشف أسرار الحرب.. أمريكا دعمت إسرائيل بـ"القنبلة التليفزيونية" ..والاتحاد السوفيتي كان خنجرًا في ظهر مصر
كواليس أكتوبر في
اشرف هيكل

دماء تسيل، شهداء تتساقط، علم يُرفع، صوت تكبير يعلو، مشاهد حزن تمتزج بالفرح عاشها المصريون في 6 أكتوبر، هذا التاريخ الذي خلد لمصر الانتصار بدموع فرح، وكتب الهزيمة في سجلات إسرائيل.

ملحمة قام بها الجنود المصريون بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بثت السعادة في روح كل الشعب المصري، ولم تقتصر الحرب على تلك المشاهد التي رأيناها في أي تجسيد لها، فقد أحاطت بالحرب كواليس وأسرار علمتها القيادة فقط، وكان الشخص الأنسب لكشفها السادات.

ورصدت "الدستور" من مذكرات الرئيس الراحل "البحث عن الذات" خبايا حرب أكتوبر وأسرارها.

"خطة حرب أكتوبر"
"بدأت الإعداد للمعركة" تلك الكلمات التي بدأ بها الرئيس الراحل حديثه عن حرب أكتوبر، وكشف في مذكراته كيف تم التخطيط لها، قائلًا "اتخذت قرار بطرد الخبراء السوفيت، وفسر العالم بما فيه مصر طردي لهم على إنه قرار بعدم الحرب، ثم استدعيت وزير الحربية وأبلغته أن يجتمع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ويخطره بأنني قررت أن تكن القوات المسلحة جاهزة للقتال بدءًا من 15 نوفمبر 1972، وكان من المفترض أن يقدم لي وزير الحربية تقريرًا عن الخطة خاصة أنه عاد لي بعد يومين وقال أنه أبلغ المجلس برسالتي وأن القوات ستكون جاهزة في أول نوفمبر".

واستكمل "السادات" في سطوره التالية، "دعوت المجلس يوم 28 أكتوبر 1972، وطلبت أن يدلي القادة بتقاريرهم عن استعداد القوات، وحينها ذكرت القادة برسالتي، ففوجئت بالجنرال المسئول عن الشئون الإدارية للقوات المسلحة يسألني ما هي رسالتي لهم، وتأكدت حينها أن وزير الحربية لا يريد حرب، فبدأت في سؤال قادة الجيوش، فقال لي قائد الجيش الثالث عبد المنعم واصل، "إننا مكشوفين، وأي حشد هنعمله اليهوده هتكشفه، لانهم عاملين ساتر ترابي ارتفاعه 17 متر، جنب القناة وإحنا تحت المستوى 3 متر"، وكان ما سمعته يعني انهيار الخطة الدفاعية 200 التي استلمتها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

انهيت الاجتماع وقررت تغيير وزير الحربية الذي كذب علي، وعينت أحمد إسماعيل الذي كان مديرًا للمخابرات في ذلك الوقت، قائد عام للقوات المسلحة، وطلبت منه تصحيح الخطة 200 وإعادتها إلى ما كانت عليه، ورغم ذلك إلا أنني لم استطع النوم ليلة واحدة بعد اجتماعي بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة في أكتوبر 1973، واستمر حالي في هواجس وقلق حتى جاءني الجنرال أحمد إسماعيل في 30 نوفمبر ليبلغني أن الخطة الدفاعية أصبحت كاملة وأنه بصدد إعداد تجهيزات الهجوم، وفي أوائل يناير 1973، كان قد وضع الهيكل الأساسي للخطة.

"مواقف دول العالم"
يحكي الرئيس الراحل عن موقف أمريكا من حرب مصر وإسرائيل، فيقول "ألتقى حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي بهنري كسينجر وزير خارجية أمريكا في باريس في فبراير 1973، وكان ملخص ما قاله أن أمريكا لا تستطيع مساندتنا، لاننا مهزومون وإسرائيل متفوقة، وكنت أقول دائمًا لم يكن من الممكن لأمريكا أو لغيرها من القوى أن تتحرك ما لم نتحرك نحن عسكريًا.

أما على المستوى العربي، كشف السادات في مذكراته، عن محاولات تهيئة الدولة للحرب على إسرائيل قائلًا، "كانت علاقتي برؤساء كل الدول العربية جيدة، وفي اجتماع لمجلس الأمن فاجأت الجميع بطرح مصر قضية الشرق الأوسط واستمرت المناقشات شهرين وتم اتخاذ أول قرار في صفنا بأغلبية 14 صوت باستنثاء صوت أمريكا، وفي سبتمبر 73 حضرت مؤتمر دول عدم الانحياز في الجزائر وقلت في خطابي إنه لا مفر من المعركة، فإسرائيل هي التي تريد لنا هذا، وبذلك هيأت دول عدم الانحياز للمعركة وكانت الأغلبية في صفي، وبهذا الشكل كان أكثر من مائة دولة معي قبل المعركة بثلاثة أسابيع".

وفي إبريل 1973 جاء الرئيس السوري حافظ الاسد في زيارة سرية لمصر، وكان الفريق الجمسي وقتها مدير العمليات بالقوات المسلحة فأحضر لنا المذكرة التي دون فيها المواعيد المناسبة للعمليات الحربية على مدار السنة، وكانت أما مايو أو أغسطس أو أكتوبر، وكان أكتوبر الأنسب، وتم تكوين مجلس أعلى مشترك للقوات المسلحة المصرية السورية، واتفقنا أن تكون المعركة يوم 6 أكتوبر.

وفي 3 أكتوبر استدعيت السفير الروسي وقلت له أريد أن أبلغك رسميًا أنني أنا وسوريا قررنا بدء العمليات العسكرية ضد إسرائيل، ولدي سؤال أريد الإجابة عليه من القادة السوفييت بصفة عاجلة وهو ما موقف الاتحاد السوفيتي مننا؟"، وفي اليوم التالي طلب السفير السوفيتي موعدًا عاجلًا معي فتصورت أنه جاءني بالرد على سؤالي، استقبلته فكان أول ما قاله هو "معي رسالة عاجلة من القيادة السوفيتية، إنهم في موسكو يطلبون موافقتك على وصول أربع طائرات ضخمة لحمل العائلات السوفيتية من مصر"، وهذه العائلات السوفيتية هي عائلات مدنيين السوفييت الذين يعملون في المصانع والقطاع المدني.

قلت في نفسي ما هذا الفأل السيء، هذا معناه أنهم يقولون لي مقدمًا أن معركتك فاشلة، ونحن نخاف على أرواح رعايانا فماذا عن المصريين أهل البلد؟، ألا يعلمون أنني أخاف عليهم؟، فكان هذا التصرف يدل على عدم الثقة فينا، وأسوأ من هذا أن سفينة سوفيتية كانت في طريقها إلينا تحمل بعض الإمدادات، وكان لدينا إخطار من السوفييت بموعد قيامها وأنها ستدخل الإسكندرية يوم 9 رمضان، ولكن صدرت إليها الأوامر وهي في عرض البحر أن تتجول في البحر الأبيض، وفعلًا تجولت حوالي ستة أيام إلى أن تأكدوا من انتصارنا فرست في الإسكندرية، ولما سألناهم عن أسباب التأخير قالوا إن السفينة قد تاهت في البحر.

"خدع الحرب"
وقد لجأ السادات إلى عدة حيل لخداع إسرائيل، وروى الرئيس ذلك في مذكراته قائلًا "لم أكن أنوي أن أدخل المعركة في مايو 1973 ، ولكن كجزء من الخداع الاستراتيجي قمت بحملة في الصحف عندى وفي الدفاع الشعبي، فما كان من الإسرائيلين إلا إن صدقوا، وفي الأيام المناسبة للحرب حشدوا جيوشهم بينما كنت أنا في حالة استرخاء تام، وفي أغسطس من نفس العام فعلت نفس الشيء وكان رد الفعل في إسرائيل هو نفس ما صنعوه في مايو، فأعلنوا التعبئة، لذلك عندما سُئل موشي ديان بعد حرب أكتوبر لماذا لم يعلن التعبئة في أكتوبر قال "إن السادات قد دفعني إلى هذا مرتين مما كلفنى في كل مرة عشرة ملايين دولار دون جدوى، فلما جاءت المرة الثالثة ظننت أنه غير جاد مثلما حدث في المرتين السابقتين لكنه خيب ظني".

أم الخطة الأخرى عنما كنت في زيارة وزير خارجية دولة أجنبية، فقلت له وكنا في سبتمبر 73 بلغ رئيس جمهوريتك بينك وبينه ما يطلعش السر ده بره، إني سأذهب إلى الأمم المتحدة في أكتوبر القادم، بس مش عاوز أعلن هذا"، وكنت أعلم أن هذا الخبر بعد ثوان سوف يصل إلى إسرائيل، وقد حدث وبناء عليه فهمت إسرائيل إنى غير مقدم على الحرب.

"بدء المعركة"
"بدأ العد التنازلي"..وصف السادات اقتراب موعد الحرب بهذا التعبير، كاشفًا عن كواليس هذه الأيام، "خرجت القطع البحرية قبل المعركة لتتخذ أماكنها في الحرب قبل ساعة الصفر بعشرة أيام، وفي الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر السبت 6 أكتوبر حضر المشير أحمد إسماعيل وتوجهنا إلى غرفة العمليات، وفي الساعة الثانية تمامًا وصل الخبر بأن طائرتنا قد عبرت قناة السويس، وكانت 222 طائرة نفاثة انتهت من ضربتها الأولى في ثلث ساعة فقدنا فيها 5 طائرات فقط، وفقدت في تلك اللحظات الأولى من الحرب أخى الطيار الشهيد عاطف ولكنهم أخفوا علي نبأ استشهاده".

ونجحت حركة الطيران نجاحَا كاملا، وبعد 20 دقيقة فقط كانت طائرتنا قد ضربت مراكز القيادة ومراكز إدارة الطيران ومراكز إدارة الدفاع الجوي، وبعد ضربة الطيران بدأت المدفعية المصرية تزمجر بأكبر تركيز شهده العالم، ذ انطلقت قذائف المدافع، وهكذا بدأت ملحمة 6 أكتوبر.

كان في الخطة أن ضربة الطيران تليها ضربة المدفعية، وتحت ستار ضرب المدفعية يتم العبور، ولكن الذي حدث أن العبور تم أثناء عملية الطيران وقبل أن تبدأ المدفعية، وبعد العبور دخل جنودنا على الحاجز الترابي الذي كان في بعض مواقعه يبلغ ارتفاعه 17 مترًا، واستخدموا في تسلقه عمليات بدائية أذهلت العالم، عبارة عن سلم من الحبال يحمله الجندي ثم يتسلق الحاجز الترابي، وعندما يبلغ القمة يطرح السلم لأخوانه فيتسلقونه وهم يحملون الأسلحة المضادة للدبابات من صورايخ ومدفعية ثقيلة، وبسرعة يستولون على المواقع التي أعدها الإسرائيليون خلف الساتر الترابي على الضفة الشرقية، ليتربصوا فيها بالعدو ويستروا زملاءهم الذين يعبرون.

ورفع العلم على الضفة الشرقية، وبدأ سقوط النقاط الحصينة في خط بارليف الواحدة بعد الآخرى، وفي نهاية ست ساعات كان قد اتضح تمامًا أن اليهود قد فقدوا توازنهم وفقدوا السيطرة، أي فقدوا الاتصال بينها وبين القوات، وبعد عبور القوات الحاملة للصواريخ والمدفعية بدأ المهندسون في تطبيق نظرية شق الحاجز الترابي بخراطيم المياه المكثفة، ومن قوة المياه قطع الساتر الرملي وفتحت الثغرات وركبت فيها الكباري وعبرت الدبابات.

"كذب الاتحاد السوفيتي"
بعد بداية المعركة أبلغوني أن السفير السوفيتي وكنت أظنه يحمل رد القيادة السوفيتية على سؤالي بما موقفه من الحرب، ولكن خاب ظني فقد جاء ليقول لي إن الرئيس حافظ الأسد استدعى السفير السوفيتي وطلب من الاتحاد السوفيتي العمل على وقف إطلاق النار بعد 48 ساعة على الأكثر من بدء العمليات، ولكنني أخبرته أنه حتى وإن كان هذا مطلب الأسد فأنني لن أوقف إطلاق النار إلا بعد الانتهاء من الاهداف الأساسية المحددة لمعركتي، وسألته عن إجابة سؤالي بما هو موقف الاتحاد السوفيتي ليرد أن الموضوع محل دراسة.

وبعد مغادرته أرسلت برقية شفرية للرئيس الأسد بما قاله السفير وردي عليه، وجاءني الرد في 7 أكتوبر أي بعد 24 ساعة بأن هذا الذي يدعيه الاتحاد السوفيتي لم يحدث، وفوجئت بالسفير السوفيتي يطلب مقابلة عاجلة معي، قابلته وقلت له "من نصف ساعة فقط تلقيت الرد من الأسد وهو أن ما أبلغته لي رسميًا أمس كرسالة رسمية من القادة السوفيت لم يحدث"، فأبيض وجه السفير وقال "أنا جاي لك برسالة ثانية من الحكومة السوفيتية بناء على طلب سوريا للمرة الثانية بوقف إطلاق النار"، فقلت له "أرجو أن تغلق هذا الموضوع وتعتبره انتهى عند هذا الحد، فأنتم تعلمون إنني لن أوقف إطلاق النار"، وعلى الرغم من ذلك لم يكف السفير السوفيتي عن الإلحاح على وقف إطلاق النار منذ ذلك الوقت.

"الثغرة" 
16 أكتوبر.. ذلك التاريخ الذي أضعف مصر بعض الشيء في المعركة، وروى السادات ما حدث في مذكراته قائلًا "أرسلت رئيس الأركان سعد الشاذلي للتعامل مع الثغرة، وكان من السهل جدًا التعامل معها في ذلك اليوم، وكان السابق فيها للزمن، ولو إنه نفذ ما طلبته منه في التوقيت الذي حددته له لأحاط شاطئ البحيرة المرة بسد يسجنهم داخلها، ويوقفهم في مكانهم، وكان من السهل القضاء عليهم، وكان من الممكن أن ينتهي من العملية كلها بعد وصوله بساعات، لكنه أضاع الليلة بأكملها في جمع المعلومات، وإنشاء قيادة له ينافس بها قيادة غريمه إسماعيل، وكانت قوات الدفرسوار قد تقدمت ووصلت فعلًا إلى نقطة النزول، لكن الشاذلي أعطاهم الأمر بالانسحاب، إلى أن يجمع المعلومات، وكانت النتيجة أن توسع اليهود في الثغرة.

وفي يوم 19 أكتوبر عاد الشاذلي منهار وقال لابد أن نسحب قواتنا في شرق القناة، لان الغرب مهدد، لكني أعطيت الأمر بعدم انسحاب أي جندي، وأعطيت تعليماتي في هذه الليلة بعزل الشاذلي من رئاسة الأركان على ألا يعلن القرار على القوات، وعينت الجمسي رئيسًا للأركان، وفي هذه الليلة اتحذت قرار بوقف إطلاق النار، فقد ظللت 10 أيام أحارب فيها أمريكا وحدي، بأسلحتها الحديثة التي لم تستخدم من قبل، فكانت أمريكا وإسرائيل في وجهي والاتحاد السوفيتي يحمل في يده خنجرًا في ظهري، على الرغم من اعتقاد العالم أن الاتحاد السوفيتي يساعدنا.

"تدخل أمريكا"
"أرفض مواجهة أمريكا".. تلك الكلمات التي جاءت في مذكرات الرئيس، حينما أشار إلى تدخل أمريكا في الحرب، وروي ما حدث قائلًا "بعد اليوم الثالث تأكد انتصارنا، ففي هذه الأيام الثلاثة فقدت إسرائيل أكثر من ثلث سلاح طيرانها على الجبهتين المصرية والسورية، وعلى الرغم من ذلك كان ينشر الإعلام الإسرائيلي أنهم يطحنون عظام المصريين، وسايرتهم إذاعات العالم، وفي اليوم الرابع أفاق كسينجر على نداء إسرائيل ومطالبتها بدبابات وتقرير البنتاجون الذي قال أن المعركة تسير في غير صالح إسرائيل، وبكاء ديان على الجبهة المصرية أمام جميع مراسلي الصحف العالمية وانهياره، حاول كسينجر منذ ذلك الوقت التدخل لوقف إطلاق النار مع السوفيت، ولكنني رفضت.

اتضح لي بعد أن القمر الصناعي الأمريكي الذي كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة أخطرهم بنقل الفرقة 21 المدرعة المصرية من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب الأسد، وأن البنتاجون نصح الإسرائيلين بمحاولة عمل الثغرة لإنقاذ الموقف الإسرائيلي المنهار، وتم استخدام الكوبري الدولي الأمريكي لنجدة إسرائيل، واستخدموا مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية التي تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة، وكنت كلما أصبت لإسرائيل عشرة دبابات أرى مزيدًا من الدبابات.

وأطلقت إسرائيل صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلًا كاملًا، وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكي جديد يسمى القنبلة التليفزيونية تم تطويره في اليابان لحساب أمريكا، وأنه كان لا يزال تحت الاختبار في أمريكا، فأرسلته أمريكا لنجدة إسرائيل.

لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة التي تحت الاختبار، وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى، ولانني أعرف إمكانياتي لا أحارب أمريكا، لذلك أرسلت برقية للرئيس الأسد في 19 أكتوبر أخطره فيها أنني قررت الموافقة على وقف إطلاق النار، وإنني لا أخاف إسرائيل ولكن أرفض مواجهة أمريكا، وبدأت في تنفيذ قراري، وأستدعيت السفير السوفيتي بقبولي وقف إطلاق النار، واجتمع مجلس الأمن وقرر أن يكون وقف إطلاق النار في الساعة السابعة مساء 22 أكتوبر.

انتهزت إسرائيل وقف إطلاق النار ووجهت هجومًا نحو الجنوب تجاه السويس وأخر تجاه الإسماعيلية، من أجل توسيع الثغرة، وأمرت قادة الجيشين الثاني والثالث بألا يسمحوا لقوات إسرائيل بالتوسع، وبالفعل لم يتمكنوا من دخولهما على الإطلاق، وحينما يآسوا من الوصول اكتفوا بالوقوف في الثغرة، وبدأت قواتنا في الغرب تضغط عليهم باستمرار.

وفي ديسمبر 73 كنت مستعدًا لتصفية الثغرة، فقد بدأت قواتنا حرب الاستنزاف، ولم يتوقف ضغطها على الثغرة لحظة واحدة مما جعلنا نكسب أرضًا جديدة كل يوم.

Friday, October 6, 2017

October 06, 2017

#مافيش فايدة يا حكومة ..اصلحي نفسك الاول..!!!

 # مافيش فايدة يا حكومة ..اصلحي نفسك الاول..!!!
هل تخفض برامج الحكومة للحماية الاجتماعية من معدلات الفقر



تتخذ الحكومة المصرية مجموعة من برامج الحماية الاجتماعية والاقتصادية منذ عشرات السنوات، إذ ترتكز هذه البرامج، في معظمها، على برامج الدعم بشقيه؛ العيني، والنقدي، غير أن معدلات الفقر لا تزال في تزايد مستمر خاصة  في المناطق الريفية.
هذا، وتصف منظمة الأغذية والزراعة- الفاو، برامج الحماية الاجتماعية أنها أمر حاسم الأهمية للتعجيل بالحد من الفقر. فالحماية الاجتماعية مفهوم شامل، لا يقتصر فقط على التحويلات النقدية، بل يشمل مكونات أخرى منها؛ التنمية الريفية المستدامة لانتشال فقراء الريف من براثن الفقر، وتقديم تعليم جيد، علاوة على توفير مظلة تأمين صحية واجتماعية تناسب الحياة الآدمية.
ولهذا لا تضمن التحويلات النقدية فقط سبيل جيد للخروج من دائرة الفقر، لذا سيعالج هذا التقرير مقاربة نظرية لبرامج الحماية الاجتماعية، وتطور تلك البرامج تاريخيا، علاوة على تقييم هذه التجربة ومسارها المستقبلي و البحث عن إجابة لتساؤل رئيسي، لماذا تتزايد معدلات الفقر رغم تنفيذ برامج للحماية الاجتماعية؟

مقاربة نظرية لبرامج الحماية الاجتماعية

أفرز النظام الرأسمالي العالمي هوة كبيرة بين أصحاب رؤوس الأموال والطبقة العاملة الأمر الذي تخلله تزايد واسع لمعدلات البطالة، وتدني الأجور، وارتفاع معدلات الإعالة.
فمع نهاية الحرب العالمية الثانية سادت منافسة كبيرة بين ثنائية قطبية لكل منهما أيدولوجيتها ومرجعيتها؛ الاتحاد السوفيتي الممثل للكتلة الشرقية، والولايات المتحدة الأمريكية الممثلة للنظام الليبرالي الغربي، بيد أن انهيار جدار برلين سنة 1989 أعلن صراحة عن فشل النظام الاشتراكي الماركسي وانتهاء الثنائية القطبية و إعادة النظر في دور الدولة والاقتصاد المخطط، و قد أعلن الكثيرون عن دخول الاقتصاد النيولبيرالي عصره الذهبي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكنتيجة موضوعية للهيمنة الأمريكية، وبروز ظاهرة تمركز رؤوس الأموال بيد طبقة محدودة تمثل 1% من المجتمعات، خلق نمط الرأسمالية الأنكلو أمريكية تفاوتا طبقيا بالثروة في كل مجتمع حتى داخل المنظومة الرأسمالية نفسها. ففي الولايات المتحدة يمتلك 1% من سكانها حوالى 50% من مجموع الثروة، بينما يمتلك 80% من السكان أقل من 85% من تلك الثروة، بيد أن هذا النمط- مع سيادة الأحادية القطبية وهيمنة الاقتصاد الأمريكي بمعاونة المنظمات الدولية- الاقتصادي غير المتوازن قد تم تصديره لجميع دول العالم خاصة النامية عبر العولمة الأمريكية ووفق آلياتها .
وكان لتعرض النظام الرأسمالي لعدد من الأزمات، دور في بروز البعد الاجتماعي للنظام الرأسمالي Social Capitalism. حيث تعرض النظام الرأسمالي العالمي لأزمة مالية شديدة عام 2008 عبرت عن فشل واضح للنظام الرأسمالي، إذ صنفت هذه الأزمة بالأكبر التي تعرض لها العالم منذ أزمة الكساد الكبير عام 1929، و برزت الأزمة جلية عبر انعكاساتها المتشعبة على المستوى الاجتماعي حيث تخلخلت البنية الاجتماعية في منحى تصاعد معدلات البطالة وتراجع القدرة الشرائية لشرائح اجتماعية واسعة واتساع الهوة بين الطبقتين الغنية والفقيرة وتراجع جودة حياة الأفراد. وفي عام 2009 دعا رئيس الوزراء الاسترالي “كيفين رود” إلى اتباع نهج اقتصادي جديد سماه “الرأسمالية الاجتماعية”.
 وتعود الجذور العلمية للرأسمالية الاجتماعية إلى دراسة لـ “كيس فان كيرسبيرغن” عن الاقتصادات الأوروبية، بعنوان الرأسمالية الاجتماعية: وهي دراسة عن الديمقراطية المسيحية ودولة الرفاهة، إذ يحدد فان كيرسبيرغن الرأسمالية الاجتماعية باسم “النواة المشتركة” لـدولة الرفاهة الأوروبية ويضع الرأسمالية الاجتماعية باعتبارها “طريقا وسطا بين الجماعية الاشتراكية والفردية الليبرالية الجديدة .
ومؤخرا عرفت منظمة الأغذية والزراعة الفاو FAO الحماية الاجتماعية على أنها أمر حاسم الأهمية للتعجيل بالحد من الفقر” وفي هذا الإطار تشير الفاو إلى أن هذه الحماية من شأنها أولا: أن تحمي أضعف الأفراد الذين لا يستفيدون من النمو الاقتصادي. وثانيا، يمكن للحماية الاجتماعية، شريطة إحسان هيكلتها، أن تسهم مباشرة في تحقيق نمو اقتصادي أسرع عن طريق تنمية الموارد البشرية وتعزيز قدرة الفقراء، خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة من العاملين بالزراعة، على إدارة المخاطر والأخذ بتكنولوجيات محسنة ذات إنتاجية أعلى . وهذا ينصرف على أن انتشار رقعة الفقر جغرافيا عن عمد ليس في صالح النمو الاقتصادي، بل يضعف من قدرة النمو الاقتصادي ويزيد من اعتمادية الفقراء على ثمار النمو المولدة على يد من يعول.
بيد أن هناك حاجة ماسة للتفريق بين مفهومي الحماية الاجتماعية وشبكة الأمان الاجتماعي، إذ يعد المفهوم الأول أعم وأشمل، حيث تتكون الحماية من مجموعة واسعة من السياسات والأدوات التي تدخل ضمن اختصاص نظام الحماية الاجتماعية. أما شبكات الضمان الاجتماعي، أو ما تعرف بالمساعدات/ التحويلات الاجتماعية الموجهة عادة إلى الفقراء التي تتطلب مساهمة مالية إلى المستفيدين، فلا تشكل إلا مكونا واحدا من مكونات الحماية الاجتماعية، علاوة على أن الحماية الاجتماعية تتعلق بأبعاد هامة تشمل جوانب سياسات سوق العمل وخيارات التأمين، مثل المعاشات التقاعدية، فضلا عن جوانب التعليم والصحة والتغذية والزراعة ومكافحة الأمراض والأوبئة .

التطور التاريخي لبرامج الحماية الاجتماعية

بداية، ووفقا للتفرقة بين مفهومي الحماية الاجتماعية وشبكات الضمان الاجتماعي، نجد أن برامج الحماية الاجتماعية في مصر ترتكز أكثر على بعد واحد متمثل في مكون “شبكات الأمان/ الضمان الاجتماعي”، وهى بذلك تبتعد عن مفهوم الحماية الاجتماعية بمفهومها الشامل، تلك التي تشمل نواحي هامة تتعلق بسياسات سوق العمل والتعليم والصحة والزراعة، وتتناول السطور التالية شبكات الأمان الاجتماعية من خلال آلية الدعم منذ العصر الملكي.
إذ يعود تاريخ الدعم في مصر منذ العصر الملكي، بعد أن قام الملك فاروق بالتصدي لمشكلة الحفاة التي يعاني منها الفقراء من خلال اعتماد مبلغ 2000 جنيه، واعتماد رئيس الوزراء حينئذ شراء 60 ألف حذاء للمصريين الحفاة . وفي الأيام التالية التي أعقبت الحرب العالمية الأولي، ظهر دعم السلع والمنتجات، جراء الارتفاعات المتتالية في الأسعار كردة فعل مباشرة للحرب، واتجهت الحكومة المصرية بتقديم الدعم بعد أن استوردت كميات كبيرة من القمح والدقيق من أستراليا لمعالجة مشكلة ارتفاع الأسعار وقامت ببيعه بأسعار مدعمة في منافذ بيع تابعة للحكومة.
وفي فترة الحرب العالمية الثانية، ومنذ عام 1941، اتخذت الحكومة إجراءات أكثر فاعلية لتقديم الدعم، كأحد التدابير الرئيسية في شبكة الحماية الاجتماعية التي تقدمها الحكومة لحماية الأسر الفقيرة والأشد احتياجا، وتوسعت الحكومة في السلع التي يشملها الدعم، ليشمل السكر والكيروسين والزيت والشاي باستخدام نظام البطاقات التموينية وتقديم الدعم بمقدار محدد لكل فرد في الأسرة المستحقة شهريا، وأنشأت وزارة التموين والتجارة الداخلية ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية لتكون مسؤولة عن إدارة منظومة الدعم التمويني. 
وخلال الحقبة الناصرية، وبالتحديد خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، واتباع الدولة نموذجاً للإصلاح قوامه تدخل أكثر للدولة في النظام الاقتصادي، تبنت الحكومة “برنامج رفاه” ليكون مظلة تقوم الحكومة من خلالها، بعد أن أصبح الدعم يعبر عن التوجه الاقتصادي للدولة، تقديم الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وكذلك التخفيف عن الأسر فضلاً عن دعم الغذاء.
وخلال حقبة الانفتاح، أي في عهد الرئيس أنور السادات، وبالتحديد منذ عام 1974 تتبني الدولة نظام اقتصادي منفتح على العالم الخارجي، اتجهت الدولة لرفع يدها عن النظام الاقتصادي وتحرير الأسعار وما يقتضي ذلك من تقليل الدعم التمويني ورفع تدريجي للأسعار ما تسبب في “انتفاضة الفقراء” بعد قرار الحكومة برفع الأسعار في يناير 1977 على عدد من السلع، كالدقيق والسكر والأرز والشاي، بعد التشاور مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ حزمة من الإصلاحات منها خفض الدعم، وكان ردة فعل الشارع المصري عنيفة، و استجاب على أثرها السادات وتراجع عن رفع الأسعار، بل وتوسعت الحكومة في تقديم الدعم وتوزيع الدقيق المدعم بالمناطق الحضرية والريفية على السواء.
وخلال فترة الثمانينات تزايد الحديث عن العجز المالي بالموازنة العامة للدولة وأرجع البعض أن الدعم السلعي أحد الأسباب الرئيسية للعجز المالي بعد أن وصل مقدار الدعم السلعي لنحو 1.6 مليار جنيه سنوياً، ويمكن تفسير هذا الارتفاع في مقدار الدعم بسبب الارتفاع في أسعار السلع العالمية علاوة على تزايد عدد الأصناف التي يشملها الدعم. لذلك اتبعت الحكومة برنامج أطلق عليه برنامج “إصلاح دعم السلع الغذائية” عام 1982، وكان هذا الإصلاح مرحلي خوفا من ردة الفعل التي واجهت السادات وانتهت بانتفاضة الخبز .
وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات باءت محاولته لرفع أسعار الأرز والدقيق وزيت الطعام بالفشل، لخروج الشارع ضده ليكون في صالح الطبقة الفقيرة. واستمر السادات في نهج “سياسة الباب المفتوح”، التي توجت في نهاية الأمر بضرورة تطبيق برنامج إصلاح اقتصادي وتكيف هيكلي أطلق عليه حينها برنامج (ERSAB) وكان بمثابة “روشتة إصلاح” مقدمة من صندوق النقد الدولي للحد من الدعم الذي وصل إلى 144% في الثمانينات من إجمالي الموازنة العامة ولضبط العجز المتزايد في ميزان المدفوعات، حيث أغُرق السوق المصري بسلع الرفاهية القادمة من الخارج، إلى جانب السيطرة على عجز الموازنة العامة وكبح جماح الدين العام.
وبعد تطبيق حزمة الإصلاح المقدمة من صندوق النقد في عهد الرئيس السابق “حسني مبارك” انخفض الدعم إلى 4% فقط من إجمالي النفقات بالموازنة العامة مقارنة بـ 14% في بداية الثمانينات.
لذلك تعد برامج الضمان/ الأمان الاجتماعية، أول ورقة يتم استخدامها لخفض العجز في الموازنة العامة، وتلك نفسها التي يتم استخدامها لامتصاص الغضب الشعبي إزاء أي حراك مندد بارتفاع الأسعار، في حين تبعد الخطط الحكومية عن جوهر الحماية الاجتماعية، والبعد عن سياسات العمل وتحسين قطاع الزراعة، لانتشال فقراء الريف من براثن الفقر، وتحسن نوعية التعليم والصحة وغيرها من مقومات التنمية البشرية، إذ تعبر التحويلات النقدية إلى أفراد المجتمع الحل الأيسر في وجهة نظر الحكومات المتعاقبة دون معالجة حقيقية لمشكلات الفقر المرشحة للزيادة لنحو 50 مليون في ظل برنامج، قاسي، للإصلاح الاقتصادي تتبناه الحكومة بالاتفاق مع صندوق النقد والبنك الدوليين.

تقييم برامج الحماية الاجتماعية

أشار البيان التحليلي عن مشروع الموازنة العامة للعام المالي 2017/2018 إلى زيادة مخصصات الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية بنحو 126 مليار جنيه، (زيادة المخصصات من 206.4 مليار جنيه في موازنة العام المالي 2016/2017 إلى نحو 332.7 مليار جنيه في موازنة عام 2017/2018) ، أي بلغت الزيادة ما نسبته 61%، وهي زيادة كبيرة لحماية الطبقات الفقيرة ولكن على المستوي التفصيلي نجد أن هذه الزيادة في معظمها تأتي كرد فعل مباشر لارتفاع الأسعار خاصة ارتفاع أسعار السلع المستوردة كالمحروقات، نتيجة لارتفاع تكلفة الاستيراد بعد تحرير الجنيه في سوق الصرف الأجنبي في 3 نوفمبر 2016 وبلوغ معدل التضخم مستويات قياسية بلغت نحو 31% مايو الماضي وفقا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ونتيجة لتزايد السخط العام بعد ارتفاع الأسعار، سواء أسعار المحروقات التي زادة بنسبة 100% خلال أقل من ثمانية أشهر، حيث زادت أسعار المحروقات في 4 نوفمبر 2016، وكذلك في 29 يونيو 2017، وبالتبعية ارتفاع أسعار وسائل النقل والمواصلات وأسعار الأغذية، من خضروات وفواكه، والأجهزة الكهربائية علاوة على ارتفاع عدد من الخدمات منها الكهرباء والمياه، ليس هذا فحسب بل إن ارتفاع قيمة ضريبة القيمة المضافة، قد ضاعفت من العبء على كاهل محدودي الدخل ومتوسطي الدخل على السواء.
وقُبيل رفع أسعار المحروقات في 29 يونيو 2017، وبالتحديد في يوم 20 يونيو 2017، اتخذت الحكومة متمثلة في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددا من القرارات، التي كانت بمثابة قرارات لامتصاص أي سخط شعبي من زيادة تالية في الأسعار، لحماية محدودي الدخل وغير القادرين من معدلات التضخم المرتفعة منها:
1- زيادة الدعم النقدي في الشهر للفرد على بطاقات التموين من 21  إلى 50 جنيه بنسبة زيادة مقدارها 140%‏ وبقيمة 22 مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة، وبهذا ارتفعت مخصصات دعم المواد التموينية بالموازنة العامة للعام المالي الجاري لنحو  63 مليار جنيه بدلا من 41 مليار في العام المالي 2016/2017.
2- زيادة المعاشات التأمينية بنسبة 15% وبحد أدنى قدره 150 جنيه لعدد 10 مليون مواطن من أرباب المعاشات وبقيمة ما يقرب من 200 مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة.
3- زيادة قيمة الدعم النقدي لمستحقي برنامجي تكافل وكرامة بقيمة 100 جنيه شهرياً لعدد مليون و750 ألف مستفيد بقيمة ما يقرب من 8.25  مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة.
4- إقرار علاوة دورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بقيمة 7%  وبحد أدنى 65 جنيها واقرار علاوة غلاء استثنائية قدرها 7%وبحد أدنى للعلاوتين 130جنيها.
5- إقرار علاوة دورية لغير المخاطبين لقانون الخدمة المدنية قدرها 10% بحد أدنى 65 جنيها وكذلك علاوة غلاء استثنائية قدرها 10%‏ وبحد أدنى للعلاوتين 130 جنيها.
6- زيادة حد الإعفاء وإقرار نسبة خصم ضريبي للفئات من محدودي الدخل بقيمة إجمالية تبلغ من 7 إلى 8 مليارات جنيه.
7- وقف العمل بضريبة الأطيان على الأراضي الزراعية لمدة 3 سنوات لتخفيف الأعباء الضريبية على القطاع الزراعي.
في حقيقة الأمر، إن هذه القرارات تخفف، ولو جزئيا، من وطأة الإصلاح الاقتصادي وانعكاسه على طبقة كبيرة من الفقراء، غير أن تكلفة الإصلاح ستخيم على مقدرات الاقتصاد برمته خاصة إذ علمنا أن برامج الحماية الاجتماعية، في ظل شروط الإصلاح، ستكلف الدولة ما يزيد عن 400 مليار جنيه، وهذا ما أعلن عنه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، كما أعلن عن أن برامج الحماية الاجتماعية ستتضمن: صرف معاش للأسر الفقيرة تحت مسمى تكافل وكرامة يقدر بـ325 جنيهاً، زادت بمقدار 100 جنيه، يستفيد منه 1.7 مليون أسرة تكلف الحكومة 7.3  مليار، ومعاشات الضمان الاجتماعي التي تبلغ قيمتها 15.4 مليار جنيه، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 110 مليار جنيه في الموازنة العامة للدولة لبرنامج صناديق التأمينات والمعاشات، كما أن دعم السلع الغذائية يستحوذ على 64.2 مليار جنيه، وبرنامج التأمين الصحي يستحوذ على 8 مليارات جنيه، و600 مليون لدعم الأدوية وألبان الأطفال .

اتجاه مستقبلي

كشف تقرير، صادر عن منظمة الأغذية والزراعة- الفاو، معنون بـ “حالة الأغذية والزراعة،2015″، عن أن تدابير الحماية الاجتماعية- كالتحويلات النقدية، والتغذية المدرسية، والأشغال العامة- تتيح للبلدان الفقيرة وسيلة اقتصادية للمُستضعَفين تمكِّنهم من انتشال أنفسهم من براثن الفقر المدقع والجوع المزمن، وتساعدهم على النهوض بصحة أطفالهم وتعليمهم بل وتحسين فرصهم في الحياة مستقبلاً .
فتعمد مصر في برامجها للحماية الاجتماعية على التحويلات النقدية، وإن كان اتجاه محمود، إلا أن هناك حاجه ماسة لاتخاذ مكونات آخرى من مكونات الحماية الاجتماعية على محمل الجد منها:
أولا – تصحيح مسار سياسات سوق العمل خاصة العلاقة بين رب العمل والعاملين، وعلى وجه الخصوص العاملين بالقطاع الخاص، فمازال العاملون هم الطرف الأضعف في تلك العلاقة خاصة وأن أرباب الأعمال يستسيغون انتقاص حقوقهم، بل وزيادة  العبء الوظيفي، والعمل لعدد غير أدمي من ساعات العمل، علاوة على تأخر رواتبهم وتدني مستواها، وببساطة من يرى أن سياسة العمل، التعسفية في بعض الأحيان والتي يكيفها صاحب العمل على هواه، أن يفسح المجال لغيره.
ثانيا – الاهتمام بالصحة العامة، باعتبارها حجر أساس ومكون هام من مكونات الحماية الاجتماعية، فأي عامل هذا سيقوى على العمل والإضافة إلى الإنتاجية الكلية بينما يعاني من مشكلات صحية، علاوة على التساهل والإهمال المتعمد للقطاع الصحي سيزيد من أعباء ترميم الصدع به، وقد ألزم دستور عام 2014 الحكومة بإنفاق نحو 10% من الناتج المحلي على قطاعات التعليم والصحة والبحث العملي على أن يكون نصيب القطاع الصحي وحده نحو 3% من الناتج المجلي الإجمالي، بينما جاءت موزانة العام الجاري (2017/2018) بعيدة كل البعد عن هذا الهدف، بل شهد الإنفاق على القطاع الصحي تراجع، كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، لنحو 1.34% العام المالي الجاري (حجم الإنفاق على القطاع الصحي نحو 54.9 مليار جنيه، بينما الناتج المحلي بالأسعار الجارية 4.07 ترليون جنيه) مقارنة بإنفاق بلغت نسبته 1.43% العام المالي 2016/2017 . فهل عدم استطاعة الحكومة تحقيق التزام دستوري في المدي القصير، فكيف إذن سيتثنى لها أن تحقق هدف التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030.
ثالثا – إعطاء أولوية للبحث والتطوير بالقطاع الزراعي، وأظهرت دراسة صادرة عن الفاو أن التغير المناخي قد يتسبب في تقصير مواسم الزراعة بنحو 18 يوما، ويؤدي إلى انخفاض المحاصيل بنسبة 27% للزراعة المروية وبنسبة 55% للزراعة المطيرة بنهاية القرن الحالي، كما إن ارتفاع مستوى البحر في دلتا النيل يعرض مصر إلى خسارة أجزاء مهمة من أكثر الأراضي الزراعية إنتاجية نتيجة لملوحة التربة . ولما كان القطاع الزراعي هام لخفض نسب الفقر بالريف، إذا فهناك حاجه ملحة لتطوير هذا القطاع واستخدام سلالات زراعية أكثر إنتاجية وفي نفس الوقت مرشدة للاستخدام المائي.
رابعا – قطاع التعليم، يعاني قطاع التعليم من ترهل واضح، وبعيدا عن تكرار اتهام خريجي الجامعات بعدم مواكبة متطلبات سوق العمل، فهذه ليست مشكلتهم فليس هم من وضعوا المواد التعليمية التي تدارسوها، بل مشكلة منظومة تشمل عدد من الوزارات المعنية التي لا تحدد احتياجات واضحة لسوق العمل لربط مخرجات المنظومة التعليمية بسوق العمل، ناهيك عن بعد الأبحاث التطبيقية بالجامعات تماما عن الواقع العملي للاقتصاد المصري. 
خامسا – برنامج الدعم النقدي، يرى الباحث أن برنامج الدعم النقدي من خلال برنامجي تكافل وكرامة، اتجاه محمود يمكن البناء عليه وتوسيه مظلته، شريطة وجود قاعدة بيانات دقيقه لمن يستحق الدعم النقدي، وفي ذات السياق، تدلل الخبرات الدولية على نجاح هذا الاتجاه، ففي البرازيل أثبتت برامج التحويلات النقدية المشروطة بعدد أفراد الأسرة وشرط الانتظام في التعليم والخضوع للرعاية الصحية- فعالية حقيقية في معالجة الفقر وتحسين أحوال الفقراء، في فترة حكم الرئيس “لولا دا سلفا” ليشمل نحو 11 مليون اسرة أو 46 مليون مواطن وقدرت منظمة الصحة العالمية البرنامج البرازيلي في تحقيق نتائج غذائية افضل بين الاطفال.
وأخيرا، فإن البعد النقدي، الذي تتخذه الحكومة المصرية مسلكا، في الحماية الاجتماعية يعزز من فرص رفع الدخل وزيادة القوة الشرائية لدي الطبقات المعدمة، ولكنه لا يضمن آلية مستمرة للقضاء على الفقر، فالقضاء على الفقر يتطلب حاجه لحماية اجتماعية بمفهومها الشامل تتسق وسياسات عمل، فضلا عن نظام تأميني وصحي قوي، وأن يرتكز النمو الاقتصادي على بنية تعليمة وتكنولوجية حديثة، وعدالة في التوزيع علاوة على التنمية الريفية المستدامة لانتشال فقراء المزارعين من براثن الفقر.
بيستكردوا الشعب المصري